للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احذرهم مخافة فتنتهم. {عَنْ بَعْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {بَعْضِ:} مضاف، و (ما): مضاف إليه، وهي تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: عن بعض الذي، أو: بعض شيء أنزله الله إليك، والتقدير على المصدرية: عن بعض إنزال الله إليك، وهو ضعيف معنى، كما ترى.

{فَإِنْ:} الفاء: حرف تفريع، واستئناف. (إن): حرف شرط جازم. {تَوَلَّوْا:} فعل ماض مبني على فتح مقدّر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة في محلّ جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها ابتدائية، ويقال: لأنّها جملة شرط غير ظرفي. {فَاعْلَمْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (اعلم): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {أَنَّما:} كافة، ومكفوفة. {يُرِيدُ اللهُ:} مضارع، وفاعله. {أَنِ:} حرف مصدري ونصب. {يُصِيبَهُمْ:} فعل مضارع منصوب ب‍:

{أَنِ،} والفاعل يعود إلى: {اللهُ،} والهاء مفعول به، والمصدر المؤول منهما في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من: {أَنَّما..}. إلخ في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي (اعلم)، وجملة: (اعلم...) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور... إلخ، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له مفرّع عمّا قبله لا محلّ له.

{وَأَنِ:} الواو: حرف استئناف. (إنّ): حرف مشبه بالفعل. {كَثِيراً:} اسمها. {مِنَ النّاسِ:} متعلقان ب‍: {كَثِيراً} أو بمحذوف صفة له، وتعليقهما ب‍: (فاسقون) بعدهما ضعيف.

{لَفاسِقُونَ... :} اللام: هي المزحلقة. (فاسقون): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية:

{وَإِنَّ كَثِيراً..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها، واعتبارها حالا من الضمير: (هم) لا بأس به، ويكون الرابط: الواو فقط، وقد أظهر في محل الإضمار، فمقتضى القياس: «وإنّ كثيرا منهم لفاسقون».

{أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)}

الشرح: {الْجاهِلِيَّةِ... :} تطلق هذه الكلمة على أحوال العرب قبل الإسلام حينما كانوا يعبدون الأوثان، والفوضى ضاربة أطنابها فيهم، وهي أيضا: متابعة الهوى، والميل إلى الباطل، والمداهنة في الحكم، وهي الآن ضاربة أطنابها في بلاد المسلمين بهذا المعنى. وإليك ما جاء في الظلال للمرحوم سيد قطب، قال: إنّ الجاهلية في ضوء هذا النصّ القرآني البليغ هي حكم البشر للبشر، وعبودية البشر للبشر، ورفض ألوهيّة الله، والخروج من عبوديته إلى عبودية غير الله، إنّه مفرق الطريق، فإمّا حكم الله، وإمّا حكم الجاهلية، ولا وسط، ولا بديل، إما أن تنفذ شريعة الله في حياة الناس، أو ينفذ حكم الجاهلية، وشريعة الهوى، ومنهج العبوديّة لغير الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>