الفعلية مع المعلق بها المحذوف معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها. (لا): نافية.
{يَسْتَطِيعُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {سَبِيلاً:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مثلها، والفاء في الجملتين حرف عطف وسبب.
الشرح:{تَبارَكَ الَّذِي:} انظر الآية رقم [١] والمعنى هنا: تكاثر خير الذي إن شاء وهب لك في الدنيا خيرا مما قالوا، وهو أن يجعل لك مثل ما وعدك في الآخرة من الجنات، والقصور.
{إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ} أي: من الذي قالوا وأفضل من البستان الذي ذكروا. {جَنّاتٍ تَجْرِي..}. إلخ: أي بيوتا مشيدة. فعن أبي أمامة-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «عرض عليّ ربّي ليجعل لي بطحاء مكّة ذهبا، قلت: لا يا ربّ، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما-أو قال: ثلاثا، أو نحو هذا-فإذا جعت؛ تضرعت إليك، وذكرتك، وإذا شبعت؛ حمدتك وشكرتك». وعن عائشة -رضي الله عنها-قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو شئت؛ لسارت معي جبال مكة ذهبا، جاءني ملك، إنّ حجرته لتساوي الكعبة، فقال: يا محمد! ربّك يقرئك السّلام، ويقول: إن شئت نبيّا عبدا، وإن شئت نبيّا ملكا! فنظرت إلى جبريل، فأشار إليّ: أن ضع نفسك، فقلت: نبيّا عبدا».
قالت: فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ذلك، لا يأكل متّكئا، يقول:«أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد». ذكر هذين الحديثين البغوي بسنده. انتهى. خازن. هذا؛ وذكر القرطبي: أن الملك الذي نزل على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعرض عليه ما تقدم هو (رضوان) خازن الجنان، وساق الحديث مع تغيير في بعض ألفاظه، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
هذا؛ و {قُصُوراً} جمع قصر، وهو البناء المشيد المتميز عن غيره بضخامة بنائه، وزخرفته. سمي بذلك؛ لقصور الفقراء عن تحصيله، وحبسهم عن نيله، والوصول إليه، أو لأن من فيه مقصور عن أن يوصل إليه، وقيل: العرب تسمي بيوت الطين: القصر، وما يتخذ من الصوف والشعر: البيت.
الإعراب:{تَبارَكَ:} ماض. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {شاءَ:} ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى الله، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:
لأنها جملة شرط غير ظرفي. {جَعَلَ:} ماض مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط، والفاعل يعود إلى (الله). {لَكَ:} متعلقان ب: {جَعَلَ،} وقيل: هما المفعول الثاني تقدم على الأول. {خَيْراً:} مفعول به. {مِنْ ذلِكَ:} متعلقان ب: {خَيْراً} لأنه أفعل تفضيل، فاعله مستتر فيه، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، وجملة:{جَعَلَ..}. إلخ لا محل لها؛