والطبراني. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «آية المنافق ثلاث؛ إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». رواه البخاري، ومسلم، وزاد مسلم في رواية له:«وإن صلّى وصام، وزعم أنّه مسلم». وزاد أبو يعلى من رواية أنس:«وإن صام وصلّى، وحجّ واعتمر، وقال: إني مسلم». وقال الشاعر:[الطويل]
فإن تجمع الآفات فالبخل شرّها... وشرّ من البخل المواعيد والمطل
ولا خير في وعد إذا كان كاذبا... ولا خير في قول إذا لم يكن فعل
ومن أحسن ما قيل في تشبيه من يخلف الوعد بمسيلمة الكذاب قول بعضهم:[الكامل]
ووعدتني وعدا حسبتك صادقا... فبقيت من طمعي أجيء وأذهب
فإذا جلست أنا وأنت بمجلس... قالوا مسيلمة، وهذا أشعب
وانظر الآية [٣١] من سورة (الرعد)، إن أردت الزيادة.
الإعراب:{وَاذْكُرْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {فِي الْكِتابِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {إِسْماعِيلَ:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على مثلها في الآية رقم [٥١] لا محل لها مثلها، وإعراب باقي الآية انظر مثله في الآية المذكورة. هذا؛ و {صادِقَ:} مضاف، و {الْوَعْدِ:} مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعله؛ إذ التقدير: صادق وعده، وإنما اعتبرت صادق صفة مشبهة؛ لأنها صفة ثابتة، وليست متجددة، مثل طاهر القلب، ونحوه.
الشرح:{وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ:} قال البيضاوي رحمه الله تعالى: بدأ بالأهم، وهو أن يقبل الرجل على نفسه، ومن هو أقرب الناس إليه بالتكميل. قال الله تعالى:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وقال جل ذكره: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها} وقال جل شأنه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً} وقيل: {أَهْلَهُ} أمّته، فإن الأنبياء، آباء أممهم، أقول: وهو الأولى. {وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} أي: قائما لله بطاعته. وقيل: رضيه لنبوته، ورسالته، وهذا نهاية في المدح؛ لأن المرضي هو الفائز في كل طاعة بأعلى الدرجات. وإعلال:{مَرْضِيًّا} مثل إعلال {مَقْضِيًّا:} في الآية رقم [٢١] هذا؛ والعندية عندية تشريف، وتكريم، لا عندية مكان.
الإعراب:{وَكانَ:} ماض ناقص، واسمه يعود إلى إسماعيل عليه السّلام، {يَأْمُرُ:} مضارع، والفاعل يعود إليه أيضا. {أَهْلَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِالصَّلاةِ:} متعلقان