للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ..}. إلخ: انظر الآية المذكورة ففيها الكفاية. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي. {هُدىً:} معطوف على {عِلْمٍ} مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليس عينها. {وَلا:} الواو:

حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي. {كِتابٍ:} معطوف على ما قبله. {مُنِيرٍ:} صفة {كِتابٍ}.

{ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩)}

الشرح: {ثانِيَ عِطْفِهِ} أي: لاو جنبه، وعنقه متبخترا لتكبره، معرضا عمّا يدعى إليه من الحق تكبرا، فهو كقوله تعالى في الآية رقم [٨٣] من سورة (الإسراء): {أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ}.

هذا؛ وقال المبرد: العطف: ما انثنى من العنق. وقال المفضل: والعطف: الجانب، ومنه قولهم: فلان ينظر في أعطافه؛ أي: في جوانبه، وعطفا الرجل: من لدن رأسه إلى وركيه. هذا؛ وكلّ بكسر العين، ويقرأ بفتح العين بمعنى: العطف، والشفقة، فيكون المعنى: مانع تعطفه، وشفقته على غيره. {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} أي: ليمنع الناس، ويصدهم عن دين الله، وهو بضم الياء من الرباعي، ويقرأ بفتحها من الثلاثي، فيكون المعنى: إن إعراضه عن الهدى المتمكن منه بالإقبال على الجدال الباطل خروج من الهدى إلى الضلال. هذا؛ ومصدر الثلاثي: الضلال، ومصدر الرباعي: الإضلال.

{لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ} أي: عذاب، وهوان، وهو وعد من العلي القدير، وقد حقق الله وعده؛ حيث قتل يوم بدر صبرا. انظر الآية رقم [٣١ و ٣٢] من سورة (الأنفال). {وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ} أي: عذاب النار المحرق، فقد جمع الله عليه خزي الدنيا، وعذاب الآخرة. هذا؛ وانظر شرح (سبيلا) في الآية رقم [٤٣] من سورة (الإسراء) أما «الذوق» فيكون محسوسا، ومعنويا، وقد يوضع موضع الابتلاء والاختبار، تقول: اركب هذا الفرس فذقه؛ أي: اختبره، وانظر فلانا، فذق ما عنده. قال الشماخ يصف قوسا: [الطويل]

فذاق، فأعطته من اللّين جانبا... كفى ولها أن يغرق السّهم حاجز

وأصله من الذوق بالفم، و (ذوقوا) في كثير من الآيات للإهانة، وفيه استعارة تبعية تخييلية، وفي (العذاب) استعارة مكنية، حيث شبه العذاب بشيء يدرك بحاسة الأكل، وشبه الذوق بصورة ما يذاق، وأثبت للذوق تخييلا.

أما (يضل) من الثلاثي فأكثر استعماله في القرآن الكريم بمعنى الكفر، والخروج عن جادة الحق والصواب، وهو ضد: اهتدى، واستقام، ويأتي «ضل» بمعنى: غاب، كما في قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>