للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {فَأَمّا:} (الفاء): حرف تفريع، واستئناف. (أما): أداة شرط، وتفصيل، وتوكيد، انظر الآية رقم [٥]. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أُوتِيَ:} فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى {مَنْ،} وهو المفعول الأول. {كِتابَهُ:} مفعول به ثان. {بِيَمِينِهِ:} متعلقان بالفعل {أُوتِيَ،} والهاء في محل جر بالإضافة. {فَيَقُولُ:}

(الفاء): واقعة في جواب (أمّا). (يقول): فعل مضارع، والفاعل يعود إلى (من)، والجملة الفعلية مع مقولها في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو (من). {هاؤُمُ:} (ها): اسم فعل أمر مبني على السكون، والميم حرف دال على جماعة الذكور، والفاعل مستتر تقديره: «أنتم». {اِقْرَؤُا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {كِتابِيَهْ:} مفعول به تنازعه كلّ من {هاؤُمُ} و {اِقْرَؤُا،} فأعمل الأول عند الكوفيين لسبقه، والثاني عند البصريين لقربه، وأضمر في أحدهما على الاعتبارين، التقدير: هاؤموه اقرؤوا كتابيه، أو هاؤم اقرؤوا كتابيه. هذا؛ وعلامة نصب {كِتابِيَهْ} فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، و (الياء): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، أصله كتابي، فأدخلت عليه هاء السكت؛ لتظهر فتحة الياء، وكذا يقال في الباقي، والجملتان في محل نصب مقول القول، والجملة الاسمية: (أما من...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِنِّي:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {ظَنَنْتُ:} فعل، وفاعل. {إِنِّي:} (أنّ): حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {مُلاقٍ:} خبر (أنّ) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، وفاعله مستتر تقديره: «أنا»، {حِسابِيَهْ:} مفعول به مثل: {كِتابِيَهْ} فهو منصوب مثله

إلخ، و {أَنِّي مُلاقٍ..}. إلخ في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {ظَنَنْتُ،} والجملة الفعلية هذه في محل رفع خبر {إِنِّي،} والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول أيضا.

{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣)}

الشرح: {فَهُوَ:} أي: الذي أوتي كتابه بيمينه. {فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ} أي: مرضية، يرضاها صاحبها، لا يضجر منها، ولا يملها، ولا يسأمها. فهي صيغة فاعل بمعنى: مفعول، مثل:

{ماءٍ دافِقٍ} بمعنى: مدفوق، وهذا ما يسمى مجازا عقليا، فقد أسند فيه اسم الفاعل إلى ضمير العيشة إسنادا مجازيا، من إسناد ما هو بمعنى الفعل إلى غير ما حقه أن يسند إليه. وقال الحطيئة في ذم الزبرقان بن بدر-وهو الشاهد رقم [١٠] من كتابنا: «فتح رب البرية» -: [البسيط]

دع المكارم لا ترحل لبغيتها... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

فإنه أراد: اقعد كلاّ على غيرك مطعوما، مكسوا. فقد أسند الوصف المسند للفاعل إلى ضمير المفعول، ومن هنا كان ذما، لا مديحا. {فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ:} مرتفعة المكان؛ لأنها في

<<  <  ج: ص:  >  >>