للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَنْ}. {يَرْجُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل يعود إلى (من) أيضا. {لِقاءَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، وجملة: {يَرْجُوا..}. إلخ خبر: {كانَ}. وجواب الشرط محذوف، كما رأيت تقديره في الشرح، وخبر المبتدأ الذي هو: {مَنْ} مختلف فيه، فقيل: هو جملة الشرط، وقيل: هو جملة الجواب، وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. هذا؛ وإن اعتبرت: {مَنْ} اسما موصولا مبتدأ، فجملة: {كانَ..}. إلخ صلته، وخبره ما رأيت تقديره في الشرح، وقد اقترن خبره بالفاء؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَإِنَّ:}

الفاء: حرف تعليل. (إن): حرف مشبه بالفعل. {أَجَلَ:} اسم (إن)، و {أَجَلَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {لَآتٍ:} اللام: لام الابتداء، وتسمى المزحلقة. (آت): خبر (إن) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية:

{فَإِنَّ..}. إلخ تعليل للأمر الذي رأيت تقديره، لا محل لها. {وَهُوَ:} الواو: حرف استئناف.

(هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {السَّمِيعُ:} خبر المبتدأ، {الْعَلِيمُ:}

خبر ثان، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من لفظ الجلالة فلست مفندا، والرابط: الواو، والضمير. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦)}

الشرح: {وَمَنْ جاهَدَ:} حارب أعداء الله، وأعداء الدين، وحارب شيطانه العدو المبين، وحارب هو نفسه الأمارة بالسوء، بالصبر على الطاعات، والكف عن المعاصي، وهجر اللذات والشهوات المحرمة. {فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ} أي: له ثواب جهاده، وهذا بحكم الوعد، لا بحكم الوجوب على الله، والكريم إذا وعد؛ وفى، ومن أوفى بوعده من الله؟! {إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ} أي: عن أعمالهم، وعبادتهم. وفيه بشارة، وتخويف، أما البشارة؛ فلأنه إذا كان غنيا عن الأشياء، فلو أعطى جميع ما خلقه لعبد من عبيده؛ لا شيء عليه، لاستغنائه عنه، وهو يوجب الرجاء التام، وأما التخويف؛ فلأن الله إذا كان غنيا عن العالمين، فلو أهلكهم بعذابه؛ فلا شيء عليه، لاستغنائه عنهم، وإنما كلف عباده بتكاليف رحمة بهم، ومراعاة لمصالحهم، ومنافعهم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبتدأ. {جاهَدَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {فَإِنَّما:} الفاء:

واقعة في جواب الشرط، (إنما): كافة، ومكفوفة. {يُجاهِدُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى (من). {لِنَفْسِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ} في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ

<<  <  ج: ص:  >  >>