الإعراب:{وَيُبَيِّنُ:} الواو: حرف عطف. (يبين): مضارع. {اللهُ:} فاعله. {لَكُمُ:}
متعلقان به. {الْآياتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة الاسمية:(الله عليم حكيم) في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، وإعادة الاسم الكريم بلفظه للتعظيم والتشريف، وكان حقه الإضمار، وجملة:
(يبين...) إلخ معطوفة على جملة: {يَعِظُكُمُ اللهُ..}. إلخ لا محل لها مثلها.
الشرح:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ} أي: تفشو، وتظهر، وتنتشر. {فِي الَّذِينَ آمَنُوا} أي: في المحصنين، والمحصنات، والمراد بهذا اللفظ العام عائشة وصفوان-رضي الله عنهما-، وقيل: بل المراد العموم، فكل من أحب أن تشيع الفاحشة، أو تظهر في بيت من بيوت المسلمين فهو داخل في حكم هذه الآية.
أقول: وهو الحق؛ لأن خصوص السبب لا يمنع التعميم، كما قد قررته مرارا. {لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا} أي: الحد، والذم في الدنيا، (و) في (الآخرة) لهم عذاب النار، وهذا للمنافقين فأما المؤمنون إذا أقيم عليهم حد القذف، فهو كفارة لهم، وقال الطبري: معناه إن مات مصرا على القذف غير تائب.
{وَاللهُ يَعْلَمُ} أي: مقدار عظم الذنب، والمجازاة عليه، ويعلم كل شيء من براءة عائشة، وما خاضوا فيه... إلخ. {وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ:} قيل: معناه: يعلم ما في قلب من يحب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين والمؤمنات، فيجازيه على ذلك، وأنتم لا تعلمون ذلك، فقد روي من حديث أبي الدرداء-رضي الله عنه-أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«أيّما رجل شدّ عضد امرئ من الناس في خصومة لا علم له بها، فهو في سخط الله حتى ينزع عنها، وأيّما رجل قال بشفاعته دون حدّ من حدود الله أن يقام؛ فقد عاند الله حقا، وأقدم على سخطه، وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة. وأيّما رجل أشاع على رجل مسلم كلمة، وهو منها بريء يرى أن يشينه بها في الدنيا؛ كان حقّا على الله تعالى أن يرميه بها في النار». ثم تلا مصداقه من كتاب الله تعالى:
هذا؛ والفعل (يعلم) من المعرفة، لا من العلم. انظر شرح ذلك في الآية رقم [٣٩] من سورة (الأنبياء)، وشرح لفظ الجلالة في الآية رقم [٣] من سورة (الحج)، وشرح (الإيمان) في الآية رقم [١٤] منها.