للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدلا من المشركين، أو في محل نصب على الذم بفعل محذوف، تقديره: أذم الذين، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين. {لا:} نافية. {يُؤْتُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله. {الزَّكاةَ:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. (هم): مبتدأ. {بِالْآخِرَةِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {كافِرُونَ} بعدهما. {هُمْ:} ضمير فصل لا محل له، أفاد التوكيد {كافِرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير. هذا؛ واعتبار الضمير الثاني مبتدأ ثانيا ضعيف جدا جدا، ولا يؤيده المعنى.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٨)}

الشرح: لما ذكر الله حال الكفار، وما أعد لهم من المقت، والنكال؛ أردفه بذكر حال المؤمنين الصادقين، وما أعد لهم من الخير العميم، والفضل الكبير، وهذا من باب المقابلة؛ التي ذكرتها لك في الآية رقم [٥٥] من سورة (يس). هذا؛ وعطف العمل الصالح على الإيمان يسمى: احتراسا، انظر سورة (غافر) [٤٠].

{لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: غير مقطوع، مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته. ومنه قول ذي الإصبع العدواني: [البسيط]

إنّي لعمرك ما بابي بذي غلق... على الصديق، ولا زادي بممنون

وعنه أيضا، ومقاتل: غير منقوص. ومنه: المنون؛ أي: الموت؛ لأنها تنقص منة الإنسان؛ أي: قوته وعمره، وقاله قطرب، وأنشد قول زهير من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان: [البسيط]

فضل الجياد على الخيل البطاء فلا... يعطي بذلك ممنونا، ولا نزقا

وقال مجاهد: {غَيْرُ مَمْنُونٍ} غير محسوب. وقيل: غير ممنون عليهم به؛ أي: ممتن به عليهم. قال السدي: نزلت الآية في الزمنى، والمرضى، والهرمى إذا ضعفوا عن الطاعة؛ كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون فيه، وخذ في تأييد ذلك ما يلي:

فعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مرض العبد، أو سافر؛ كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا». رواه البخاري وأبو داود، وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة، ثم مرض؛ قيل للملك الموكّل به: اكتب له مثل عمله؛ إذا كان طليقا، حتى أطلقه، أو أكفته إليّ». رواه الإمام أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>