للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا على متعدد لفظا، أو حكما، وهي ظرف مكان بمعنى: وسط بسكون السين، تقول: جلست بين القوم، كما تقول: جلست وسط القوم. هذا؛ والبين: الفراق، والبعاد، وهو أيضا:

الوصل، فهو من الأضداد، كالجون يطلق على الأسود، والأبيض، ومن استعماله بمعنى الوصل ما قرئ به في سورة (الأنعام) الآية رقم [٩٤]: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} حيث قرئ برفعه، ومن استعماله بمعنى الفراق، والبعاد قول كعب بن زهير-رضي الله عنه-في قصيدته التي مدح بها النبي صلّى الله عليه وسلّم: [البسيط]

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا... إلاّ أغنّ غضيض الطّرف مكحول

هذا؛ والقرون جمع قرن، بفتح القاف وسكون الراء، وهو مئة سنة على الصحيح، وقيل:

ثمانون، وقيل: ثلاثون. ويقال: القرن في الناس أهل زمان واحد، وهو المراد في الآية الكريمة ونحوها، وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «خير القرون قرني... إلخ». ومنه قول الشاعر: [الطويل]

إذا ذهب القرن الّذي أنت فيهم... وخلّفت في قرن فأنت غريب

وخذ قول لبيد بن ربيعة الصحابي-رضي الله عنه-: [الطويل]

فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب... لعلّك تهديك القرون الأوائل

والقرن بفتح القاف أيضا: الزيادة العظيمة التي تنبت في رؤوس بعض الحيوانات، ومنه إسكندر ذو القرنين. والقرن: الجبل الصغير، وذؤابة المرأة من الشعر، والقرن من القوم:

سيدهم، ومن السيف: حده ونصله، وجمعه في كل ما تقدم: قرون. هذا؛ وهو بكسر القاف، وسكون الراء: الكفؤ في الشجاعة، والعلم، ونحوهما، والجمع على هذا: أقران.

الإعراب: {وَعاداً:} الواو: حرف عطف. (عادا): معطوف على (قوم نوح) وهو على معنى:

وأهلكنا عادا، أو هو معطوف على الضمير المنصوب بقوله (دمرناهم) أو بقوله (جعلناهم) كما جوز اعتباره منصوبا بفعل محذوف تقديره: اذكر عادا. {وَثَمُودَ:} معطوف على ما قبله، ويقرأ بتنوينه مصروفا على إرادة الأب، أو الحي. {وَأَصْحابَ:} معطوف على ما قبله، و (أصحاب) مضاف، و {الرَّسِّ} مضاف إليه. (قرونا): معطوف على ما قبله. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة: (قرونا)، و {بَيْنَ} مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {كَثِيراً:} صفة ثانية ل‍ (قرونا).

{وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩)}

الشرح: {وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ} أي: بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين، ووصفنا لهم ما فعلوا من تكذيب الأنبياء، وجرى عليهم ما جرى من عذاب الله، وتدميره.

<<  <  ج: ص:  >  >>