{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {فِي ذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {إِنَّ} مقدم، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَآيَةً:} اللام: لام الابتداء، (آية):
اسم {إِنَّ} مؤخر. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة (آية). والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.
{إِنَّ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط. والتاء اسمه. {مُؤْمِنِينَ:} خبره منصوب وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، التقدير: إن كنتم مؤمنين؛ فإن في ذلك... إلخ، والجملة الشرطية في محل نصب مقول القول.
الشرح:{فَلَمّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ:} خرج من بلده بالشّباب الّذين اختارهم لقتال العمالقة، وكان الوقت قيظا، فسلكوا مفازة، وسألوا الله أن يجري لهم نهرا. {قالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ:} مختبركم. {بِنَهَرٍ:} ليظهر منكم المطيع والعاصي، وهذا النهر ممتد بين فلسطين والأردن، ويسمّى نهر الشريعة، ويقرأ بفتح الهاء، وسكونها، ويجمع على أنهر، ونهر، ونهور.
{فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي} أي: من شرب من النهر فليس من أشياعي، وأتباعي. {وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي:} ومن لم يذقه؛ فإنه منّي، أي: من أشياعي، وأتباعي، وإنّما علم ذلك بالوحي إن كان نبيا، كما قيل، أو بإخبار النبيّ شمويل، ولم يقل: ومن لم يشربه؛ لأنّه من عادة العرب إذا كرروا شيئا أن يكرّروه بلفظ آخر، ولغة القرآن أفصح اللّغات، فلا عبرة بقدح من يقول: لا يقال: طعمت الماء. هذا وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة-رضي الله عنه-:
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال:«من حمل علينا السّلاح فليس منّا، ومن غشّنا فليس منّا». هذا وقال النابغة الذبياني يخاطب به عيينة بن حصن الفزاري:[الوافر]
إذا حاولت في أسد فجورا... فإنّي لست منك ولست منّي
{إِلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} أي: اكتفى بغرفة، وهذه الغرفة كفته، فلم يعطش بعدها، بخلاف الذي شرب كثيرا فإنه لم يرو. {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاّ قَلِيلاً مِنْهُمْ} أي: شرب أكثرهم كثيرا،