للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظيره قوله تعالى في سورة (التوبة) رقم [٤٠]: {فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} أي: أنزل عليه ما سكن به قلبه، وقال وهب بن منبه: السكينة: روح من الله تتكلّم، فكانوا إذا اختلفوا في أمر نطقت ببيان ما يريدون، وإذا صاحت في الحرب كان الظفر لهم، {وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ..}.

إلخ: وهي نعل موسى وعصاه، وعمامة هارون، وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم، ورضاض ألواح التوراة التي تكسّرت حين ألقاها موسى عند عودته من جبل الطور، ورأى قومه قد عبدوا العجل، فغضب، وألقى ألواح التوراة، فتكسرت، فنزع منها ما كان صحيحا، وأخذ رضاض ما تكسر، فجعله في التابوت. ولفظ ({آلُ}) مقحم، فإن المراد موسى وهارون أنفسهما، وقيل: بل المراد أنبياء بني إسرائيل من بعدهما، والأول أقوى، ومثله في آل عمران رقم [٣٣].

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً..}. إلخ: أي: في إتيان التابوت لعلامة واضحة على تمليك طالوت عليكم.

وهذا يحتمل أن يكون من تمام كلام النبي، وأن يكون ابتداء خطاب من الله تعالى.

فحملته الملائكة بين السماء والأرض، وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت، فأقروا بملكه، وتسارعوا إلى الجهاد معه، فاختار من شبابهم سبعين ألفا، وكان من جملتهم داود النبي قيل منحه النبوة، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: ({قالَ}): فعل ماض. {لَهُمْ:} متعلّقان به. {نَبِيُّهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {آيَةَ:}

اسمها، وهو مضاف، و {مُلْكِهِ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {يَأْتِيَكُمُ:}

فعل مضارع منصوب ب‍ {إِنَّ} والكاف مفعول به. {التّابُوتُ:} فاعله، واكتفى بمفعول واحد؛ لأنه بمعنى: يجيئكم، و {إِنَّ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، {سَكِينَةٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {التّابُوتُ}. {مِنْ رَبِّكُمْ:} متعلقان بمحذوف صفة {سَكِينَةٌ،} والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. ({بَقِيَّةٌ}): معطوف على {سَكِينَةٌ}. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ({بَقِيَّةٌ})، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {تَرَكَ آلُ:} ماض وفاعله، و {آلُ:} مضاف، و {مُوسى:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف التقدير: من الذي، أو: من شيء تركه آل موسى. {آلُ:} معطوف على ما قبله، وهو مضاف، و {هارُونَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. {تَحْمِلُهُ:} فعل مضارع، والهاء مفعول به، {الْمَلائِكَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية من {التّابُوتُ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>