للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة: {يَسْتَبْشِرُونَ}:

في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (١٢٥)}

الشرح: {مَرَضٌ}: كفر. وانظر مرض القلب في الآية [٤٩] من سورة (الأنفال).

{فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ} أي: كفرا إلى كفرهم، وذلك أنهم كلما جحدوا نزول سورة، أو استهزءوا، ازدادوا كفرا مع كفرهم الأول، وسمي الكفر رجسا؛ لأنه أقبح الأشياء، وأصل الرجس في اللغة: الشيء المستقذر. {وَماتُوا} أي: المنافقون. {وَهُمْ كافِرُونَ} أي: جاحدون لما أنزل الله عز وجل.

تنبيه: الآية السابقة ذكرت: أن الإيمان يزيد بنزول الآيات والتصديق بها وهذه الآية ذكرت: أن الكفر والنفاق يزيد أيضا بجحود الآيات، وعدم التصديق بها، فهذا من باب المقابلة، وقد رأيت فيما سبق: أن الله جلت قدرته يقارن بين الإيمان والكفر، وبين الجنة والنار، وبين الحسنات والسيئات.

قال الإمام علي رضي الله عنه، وكرم الله وجهه: إن الإيمان يبدو لمعة بيضاء في القلب، وكلما ازداد الإيمان عظما، ازداد ذلك البياض حتى يبيض القلب كله، وإن النفاق يبدو لمعة سوداء في القلب، وكلما ازداد النفاق ازداد السواد حتى يسود القلب كله، وايم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود. انتهى خازن.

الإعراب: {وَأَمَّا الَّذِينَ}: انظر الآية السابقة. {فِي قُلُوبِهِمْ}: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

والهاء في محل جر بالإضافة. {مَرَضٌ}: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. {فَزادَتْهُمْ رِجْساً}: انظر إعراب هذه الجملة ومحلها في الآية السابقة. {إِلَى رِجْسِهِمْ}:

متعلقان بمحذوف صفة {رِجْساً} والجملة الاسمية: {وَأَمَّا الَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وجملة: {وَماتُوا} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، والجملة الاسمية {وَهُمْ كافِرُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٢٦)}

الشرح: {أَوَلا يَرَوْنَ} أي: المنافقون، وقرئ: «(أو لا ترون)» خطابا للمؤمنين، وقرئ: «(أو لم يروا)» كما قرئ: «(أو لا ترى)» خطابا للرسول صلّى الله عليه وسلّم. {يُفْتَنُونَ}: يبتلون. {فِي كُلِّ عامٍ}

<<  <  ج: ص:  >  >>