الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {يُدْخِلُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهَ}. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. {آمَنُوا:}
ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها، وما بعدها معطوف عليها، لا محل لها مثلها. {الصّالِحاتِ:}
مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {جَنّاتٍ:}
مفعول به ثان ليدخل، ويقال فيه مثل ما قيل في قوله تعالى:{اُسْكُنُوا الْأَرْضَ} في الآية رقم [١٠٤] من سورة (الإسراء). {تَجْرِي:} مضارع مرفوع... إلخ. {مِنْ تَحْتِهَا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ها): في محل جر بالإضافة. {الْأَنْهارُ:} فاعل {تَجْرِي،} والجملة الفعلية في محل نصب صفة {جَنّاتٍ،} وجملة: {يُدْخِلُ..}. إلخ في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ ابتدائية، أو مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل.
{اللهَ:} اسمها. {يَفْعَلُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (الله). {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: يفعل الذي، أو شيئا يريده، وجملة:{يَفْعَلُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية:{إِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة، وفيها معنى التوكيد للجملة قبلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح: في مرجع الضمير المنصوب اختلاف، فقيل: المراد به النبي صلّى الله عليه وسلّم، وإن لم يجر له ذكر، والمعنى عليه: من كان يظن ممّن يعادي محمدا صلّى الله عليه وسلّم، ومن يعبد الله على حرف: أنا لا ننصره؛ فليفعل كذا، وكذا. ونصره في الدنيا بإعلاء كلمته، وإظهار دينه. وفي الآخرة بإعلاء درجته، والانتقام ممن كذبه بعذاب النار. وقيل: الضمير يعود إلى الدين، والمعنى لا يختلف عن الأول، وقيل: يعود الضمير إلى {مَنْ} ومعنى النصر: الرزق، وعليه فالمعنى: من كان يظن أن لن يرزقه الله في الدنيا والآخرة، فليبلغ غاية الجزع، وهو الاختناق، فإن ذلك لا يجعله مرزوقا. تقول العرب: من نصرني؛ نصره الله، أي من أعطاني؛ أعطاه الله.
هذا؛ وأرى: أن الآية تشمل كل من لم يرض بقضاء الله وقدره، ويتبرم بما يصيبه في هذه الدنيا من متاعب، ومصائب في جسمه، أو ولده، أو ماله. فإذا لم يرض بذلك فليفعل ما أرشده إليه ربه في هذه الآية من الانتحار بأيّ سبب من الأسباب؛ ليرى هل ينفعه ذلك شيئا، أو يخلصه من متاعبه، ومصائبه؟! وخصوص السبب لا يمنع التعميم، كما بينته كثيرا فما مضى.