للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَعْيُنٌ:} انظر الآية رقم [١١٦]. {يَسْمَعُونَ:} انظر الآية رقم [١٠٠]. {شُرَكاءَكُمْ:} آلهتكم.

والمعنى: ادعوا أصنامكم واستعينوا بهم في عداوتي. {ثُمَّ كِيدُونِ:} فبالغوا فيما تقدرون عليه من مكر، ولا تمهلوني، فإني لا أبالي بكم لاعتمادي على ولاية الله وحفظه وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٣٤] من سورة (يونس) عليه الصلاة، والسّلام. {ثُمَّ:} انظر الآية رقم [١٠٣].

معنى الآية الكريمة إن قدرة الإنسان المخلوق إنما تكون بجوارحه المذكورة، فإنها آلات يستعين بها في جميع أموره، والأصنام ليس لها من هذه الأعضاء شيء، فهو مفضل عليها بهذه الأعضاء. فظهر بهذا: أن الإنسان أفضل منها بكثير لعجزها، بل لا فضل لها البتة؛ لأنها حجارة، وجماد لا تضر، ولا تنفع، فكيف يليق بالإنسان العاقل الأفضل أن يشتغل بعبادة الأدون؛ الأرذل، الذي لا يضر، ولا ينفع؟.

الإعراب: {أَلَهُمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي إنكاري. (لهم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {أَيْدٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. {يَبْطِشُونَ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله. {بِها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وجملة: {يَبْطِشُونَ بِها} في محل رفع صفة: {أَيْدٍ،} وإعراب ما قبل هذه الجملة، وما بعدها مثلها بلا فارق، والجمل كلها مستأنفة، لا محل لها. {قُلِ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {اُدْعُوا:} أمر، والواو فاعله، والألف للتفريق، {شُرَكاءَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {كِيدُونِ:} فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والنون للوقاية، والمفعول محذوف، وهو ياء المتكلم؛ إذ التقدير: فكيدوني. وقد قرئ بها. {فَلا:} الفاء: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تُنْظِرُونِ:} مضارع مجزوم ب‍ (لا) وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، والمفعول محذوف، وهو ياء المتكلم، مثل سابقه، والجمل الفعلية المتعاطفة في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلِ..}.

إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ (١٩٦)}

الشرح: {وَلِيِّيَ اللهُ:} متولي أموري، وناصري. وانظر: {أَوْلِياءَ} في الآية رقم [٣].

{نَزَّلَ الْكِتابَ:} القرآن. والمعنى: كما أيدني بإنزال القرآن يتولى حفظي، وينصرني. وانظر شرح: {الْكِتابَ} في الآية رقم [٢]. {يَتَوَلَّى الصّالِحِينَ} أي: بنصره، وحفظه، فلا تضرهم عداوة من عاداهم من المشركين، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>