للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إضمار القول؛ أي: مقولا لهم: لا مرحبا بهم. {إِنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها.

{صالُوا:} خبرها مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، وحذفت النون للإضافة، و {صالُوا} مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وانظر مثله في الآية رقم [١٦٣] من سورة (الصافات).

{قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠)}

الشرح: {قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ:} هذا من قول الضعفاء التابعين للأقوياء المتبوعين؛ أي: الدعاء الذي دعوتم به علينا أنتم أحقّ به. {أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا} أي: دعوتمونا إليه، وشرعتموه لنا، ورغبتمونا فيه. والمراد: الكفر الذي كان سببا لإدخالهم الجحيم، والعذاب الأليم. {فَبِئْسَ الْقَرارُ} أي: بئس المستقر، والمأوى نار جهنم! وهذه المحاورات بين الأتباع والمتبوعين في نار جهنم ذكرها الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية، انظر ما ذكرته في الآية رقم [٦٦] من سورة (الأحزاب) وما بعدها، والآية من سورة (إبراهيم) رقم [٢١]؛ كيف لا وقد قال الله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [٣٨]: {كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها..}. إلخ. وهذا على حد قول القائل: تحية بينهم ضرب وجيع، وسب شنيع، فكذلك أهل النار يتلقون بعضهم باللعنات، والشتائم بدل التحيات والسّلام، والمؤمنون بعكس ذلك، فقد قال الله عنهم:

{دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} الآية رقم [١٠] من سورة (يونس) عليه السّلام.

الإعراب: {قالُوا:} فعل ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {بَلْ:} حرف إضراب، وانتقال.

{أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وجملة: {لا مَرْحَباً بِكُمْ} في محل رفع خبره. وقيل: الجملة مقول قول محذوف هو الخبر؛ أي: يقال لكم. ولا وجه له، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {أَنْتُمْ:} مبتدأ. {قَدَّمْتُمُوهُ:} فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعله، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم؛ لتحسين اللفظ، فتولدت واو الإشباع، والهاء مفعول به. {لَنا:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول وهي تعليل للنفي في المعنى، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {فَبِئْسَ:} الفاء: حرف استئناف. (بئس): فعل ماض جامد لإنشاء الذم. {الْقَرارُ:} فاعله، والمخصوص بالذم محذوف، التقدير: فبئس القرار المذمومة النار، والجملة الفعلية: {فَبِئْسَ الْقَرارُ} إلخ مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وإن اعتبرت الفاء فصيحة فالجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا وواقعا؛ فبئس القرار، ويبقى الكلام كله مستأنفا، لا محل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>