للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الضمير المستتر في الجار والمجرور: {عَلَى اللهِ}. {يَعْمَلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. {السُّوءَ:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {بِجَهالَةٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من السوء. {ثُمَّ:} حرف عطف.

وجملة: {يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ:} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، والجملة الاسمية: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{فَأُولئِكَ:} الفاء: حرف عطف. (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {يَتُوبُ:} فعل مضارع. {اللهِ:} فاعله. {عَلَيْهِمْ:}

متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة السابقة لا محل لها مثلها، وجملة: {وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً:} مستأنفة، أو هي معطوفة على ما قبلها. لا محلّ لها مثلها.

{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٨)}

الشرح: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ} أي: المقبولة عند الله. {لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ:} جمع:

سيئة، وهي عمل السّوء، وجمعها يدلّ على كثرتها بخلاف السّوء في الآية السّابقة، فإنه يدلّ على قلّة السيئات؛ لأنّ «ال» فيه للجنس. هذا؛ وأصل «سيئة» سيوئة، قلبت الواو ياء، ثم أدغمت الياء في الياء. {حَتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} يعني: وقع في النزع، وعاين ملائكة الموت، وهو حالة السّوق، حيث تساق الرّوح للخروج من جسده. {قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} قال المحققون: قرب الموت لا يمنع من قبول التوبة، بل المانع من قبولها مشاهدة الأحوال، التي لا يمكن الرّجوع إلى الدنيا بحال، ولذلك لم تقبل توبة فرعون، ولا إيمانه، كما قال تعالى في سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام رقم [٩٠]: {حَتّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ..}. إلخ. ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى في سورة (غافر) رقم [٨٥]: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنا}. {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفّارٌ} أي: لا تقبل توبة الكافرين؛ إذا ماتوا على كفرهم. انظر في الآية رقم [٩١] من سورة (آل عمران) فإنه جيد، والحمد لله! {أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ:} هيأنا، والإعتاد:

التهيئة، من العتاد، وهو العدّة. وقيل: أصله: أعددنا، فأبدلت الدال الأولى تاء.

قال سعيد بن جبير-رحمه الله تعالى-: الآية الأولى في المؤمنين، والوسطى في المنافقين.

{لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّى..}. إلخ، والأخرى في الكافرين: {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ..}. إلخ.

هذا؛ وانظر شرح {الْآنَ} في الآية رقم [٧١] من سورة (البقرة) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>