للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَلى:}

حرف جر. ({ما}): اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر ب‍ {عَلى} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {فاتَكُمْ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى ({ما}) وهو العائد، أو الرابط، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة ({ما}) أو صفتها. {وَلا:}

الواو: حرف عطف. ({لا}): مثل سابقتها. {ما أَصابَكُمْ:} معطوف على ما قبله، وإعرابه مثله، و (كي) والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بلام التعليل، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {عَفا} وعليه ف‍ ({لا}) نافية، أو: هما متعلقان ب‍ (أثابكم) وعليه ف‍ ({لا}) صلة.

{وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. ({اللهُ}): مبتدأ. {خَبِيرٌ:} خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها، والحالية فيها ضعيفة. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَبِيرٌ} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية. {تَعْمَلُونَ:} فعل مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: خبير بالّذي، أو بشيء تعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بمصدر في محل جرّ بالباء، التقدير:

بعملكم. والجار والمجرور متعلقان ب‍ {خَبِيرٌ}

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٥٤)}

الشرح: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ} يا معشر المؤمنين. {مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً:} الأمنة، والأمن سواء. وقيل: الأمنة إنّما تكون مع أسباب الخوف، والأمن مع عدمه. فقد روى البخاريّ-رحمه الله تعالى-عن أنس-رضي الله عنه-: أنّ أبا طلحة قال: غشينا النعاس؛ ونحن في مصافّنا يوم أحد. قال: فجعل سيفي يسقط من يدي، وآخذه، ويسقط، وآخذه. والنّعاس في مثل تلك الحال دليل على الأمان، والطّمأنينة، كما قال تعالى في سورة (الأنفال) في قصة بدر: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ}. قال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: النّعاس في القتال أمنة من الله، وفي الصّلاة من الشّيطان. والفائدة في كون النّعاس أمنة في القتال: أنّ الخائف على نفسه، لا يأخذه النوم، فصار حصول النّوم وقت الخوف الشّديد دليلا على الأمن، وإزالة الخوف، والثقة بوعد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>