للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطمع، وقضاء الله وراء أمركما. وقيل: هو إلزام الحجة، وقطع المعذرة، كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ}. هذا؛ وقرأ رجل عند يحيى بن معاذ الرازي الآية فبكى يحيى. وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول: أنا الإله، فكيف رفقك بمن يقول: أنت الإله. انتهى. خازن بتصرف.

هذا؛ والترجي في هذه الآية وأمثالها إنما هو بحسب عقول البشر؛ لأن الله تعالى لا يحصل منه ترج، ورجاء لعباده. تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. وانظر: {يَخْشى} في الآية رقم [٨١] من سورة (الكهف).

الإعراب: {اِذْهَبا:} أمر، مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعله. {إِلى فِرْعَوْنَ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية فيها معنى التوكيد لما قبلها. {إِنَّهُ} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {طَغى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى فرعون، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محل لها. {فَقُولا:}

الفاء: حرف عطف. {فَقُولا:} أمر وفاعله. {لَهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، {فَقُولا:} مفعول مطلق. {لَيِّناً:} صفة له، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {لَعَلَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه، {يَتَذَكَّرُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {فِرْعَوْنَ} والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعل) والجملة الاسمية تعليل للأمر لا محل لها. {يَخْشى:} مضارع مرفوع، والفاعل يعود إلى {فِرْعَوْنَ} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها فهي في محل رفع مثلها. هذا؛ والكلام من تتمة مقول الله تعالى. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (٤٥)}

الشرح: {قالا} أي: موسى، وهارون، وذلك بعد تلاقيهما، واجتماعهما، وتوجيه الأمر إليهما بالذهاب إلى فرعون معا. وانظر {الْقَوْلُ} في الآية رقم [١٦] من سورة (الإسراء).

{رَبَّنا:} انظر الآية رقم [٨] منها. {إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا:} أن يعجّل علينا بالعقوبة، ولا يصبر إلى إتمام الدعوة، وإظهار المعجزة. يقال: فرط مني أمر؛ أي: بدر، ومنه: الفارط في الماء الذي يتقدم القوم إلى الماء. قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «وأنا فرطكم على الحوض». وقرئ بقراءات كثيرة منها «(يفرِط)» من الرباعي ومعناه: يشطط، ويتجاوز الحد في أذيتنا. قال الراجز: [الرجز]

قد أفرط العلج علينا وعجل

وانظر الآية رقم [٦٢] من سورة (النحل)، ففيها مزيد فائدة. وانظر: «الخوف» و «التخوف» في الآية رقم [١٣] من سورة (الرعد). {أَوْ أَنْ يَطْغى:} يجاوز الحد في الإساءة إلينا، أو يزداد طغيانا، فيقول فيك: ما لا ينبغي لجراءته، وقساوته، وخلوه من حسن الأدب. وانظر الآية رقم [٢٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>