الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تُشْرِكُونَ:}
فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: أين الذي كنتم تشركون به، والجملة الاسمية هذه في محل رفع نائب فاعل {قِيلَ}. وانظر ما ذكرته في سورة (الصافات) رقم [٣٥]{مِنْ دُونِ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب المحذوف؛ الذي رأيت تقديره، و (من) بيان لما أبهم في الموصول. و {دُونِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه.
{قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، وجملة:{ضَلُّوا عَنّا} في محل نصب مقول القول. {بَلْ:} حرف عطف، وانتقال. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {نَكُنْ:} فعل مضارع ناقص مجزوم ب: (لم)، واسمه ضمير مستتر تقديره:«نحن».
{نَدْعُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل تقديره:
«نحن»، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {نَكُنْ}. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بما قبلهما، وبني {قَبْلُ} على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا، لا معنى. {شَيْئاً:} مفعول به، وجملة:{لَمْ نَكُنْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: يضل الله الكافرين إضلالا مثل إضلال قومك. {يُضِلُّ:} فعل مضارع. {اللهِ:} فاعله. {الْكافِرِينَ:}
مفعول به منصوب... إلخ، والجملة الفعلية مستأنفة، وهي من قول الله تعالى.
الشرح:{ذلِكُمْ..}. إلخ: أي: تقول لهم الملائكة: ذلكم العذاب بما كنتم تفرحون بالمعاصي. يقال لهم ذلك توبيخا؛ أي: إنما نزل بكم من العذاب ما نزل بسبب: أنكم كنتم تظهرون في الدنيا السرور بالمعصية، وكثرة المال، وكثرة الأولاد، والصحة، والمنصب، والجاه. وقيل: إن فرحهم بما عندهم: أنهم قالوا للرسل: نحن نعلم: أنا لا نبعث، ولا نعذب. وكذا قال مجاهد في قوله عز وجل:{فَلَمّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ}. رقم [٨٣] الآتية. {وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ:} قال مجاهد وغيره: أي:
بما تبطرون، وتأشرون. هذا؛ وروى خالد عن ثور، عن معاذ-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله يبغض البذخين الفرحين، ويحبّ كلّ قلب حزين، ويبغض أهل بيت لحمين، ويبغض كل حبر سمين». فأما أهل بيت لحمين فالذين يأكلون لحوم الناس بالغيبة، وأما الحبر السمين: فالمتحبر بعلمه، ولا يخبر بعلمه الناس، يعني: المستكثر من علمه،