الاستئناف. (بلغنا): فعل، وفاعل. {أَجَلَنَا:} مفعول به، و (نا): في محل جر بالإضافة.
{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لما قبله، وجملة:{أَجَّلْتَ لَنا} صلة الموصول، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: أجلته لنا، وجملة:{وَبَلَغْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا. {قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى الله.
{النّارُ:} مبتدأ. {مَثْواكُمْ:} خبر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وهو أولى من اعتباره ظرفا، والكاف في محل جر بالإضافة. {خالِدِينَ:} حال من كاف الخطاب منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وفاعله مستتر فيه.
{فِيها:} متعلقان ب: {خالِدِينَ،} والجملة الاسمية: {النّارُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِلاّ:} أداة استثناء. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب على الاستثناء المنقطع؛ لأن الأوقات ليست من جنس ما تقدم. وقد تكلف أبو البقاء تأويلين لاعتبار الاستثناء متصلا، ولا داعي لذلك. وقال مكي: وإن جعلت {ما} لمن يعقل لم يكن منقطعا، فكأنه يريد: أن المستثنى من الخلود أشخاص. ولم يقل به أحد. والجملة الفعلية بعد {ما} صلتها، والعائد محذوف؛ إذ التقدير:«إلا الأوقات شاءها الله». {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ:} اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة.
{حَكِيمٌ:} خبر أول. {عَلِيمٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية:{إِنَّ رَبَّكَ..}. إلخ مستأنفة، أو تعليلية لا محل لها على الوجهين. تأمل، وتدبر، والله أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً:} نكل بعضهم إلى بعض، أو نجعل بعضهم يتولى بعضا، فيغويهم. أو: أولياء بعض، وقرناءهم في العذاب كما كانوا في الدنيا. انتهى. بيضاوي.
هذا؛ وخذ قول ابن عباس-رضي الله عنهما-: إذا أراد الله بقوم خيرا؛ ولى عليهم خيارهم، وإذا أراد بقوم شرّا؛ ولّى عليهم شرارهم، فعلى هذا القول: إن الرعية متى كانوا ظالمين؛ سلط الله عليهم ظالما مثلهم، فمن أراد أن يخلص من ظلم ذلك الظالم؛ فليترك الظلم. وحديث «كيفما تكونوا يولّ عليكم». مشهور. {بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} أي: يسلط الله عليهم من يظلمهم بسبب أعمالهم الخبيثة التي اكتسبوها. هذا؛ وما قبله من الخازن. هذا؛ وانظر (نا) في الآية رقم [٥/ ٣٢] و [٧/ ٦] وانظر الظلم في الآية رقم [١٤٤] الآتية.
الإعراب:{وَكَذلِكَ:}(كذلك): جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: «نولي بعض الظالمين بعضا تولية كائنة مثل إنزال العقاب