للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢)}

الشرح: شرح هاتين الآيتين وإعرابهما مثل الآيتين رقم [١٠٥] و [١٠٦] بلا فارق. وتأنيث {ثَمُودُ} على معنى القبيلة، أو الجماعة، وهو في الأصل اسم أبيهم الأول، وانظر قصة صالح مع قومه مفصلة في سورة (الأعراف) وفي سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥)}

انظر شرح هذه الآيات وإعرابها في الآية رقم [١٠٧] وما بعدها على الترتيب.

{أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (١٤٩)}

الشرح: {أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ} أي: في الدنيا آمنين من العذاب، والزوال، والموت، فهو إنكار؛ لأن يتركوا كذلك مع إصرارهم على الكفر، وتماديهم في الضلال، والعصيان، والفساد، أو هو تذكير لهم بالنعمة في تخلية الله إياهم، وأسباب تنعمهم آمنين. {فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ:} في بساتين تجري فيها عيون الماء. (زروع): يشمل الخضار كلها، وأنواع المزروعات من قمح، وشعير، ونحو ذلك. {وَنَخْلٍ:} أفرده بالذكر مع كونه داخلا فيما قبله تنبيها على فضله، وكثرة منافعه. هذا؛ و «نخل» اسم جنس جمعي، يفرق بينه، وبين واحده بالتاء، وهو: نخلة كتمر، وتمرة، ونخل اسم جمع لا واحد له من لفظه، كقوم، ورهط، ونحوهما، وفي مختار الصحاح:

النخل، والنخيل بمعنى واحد، والواحد نخلة، وما ألطف قول الشاعر في التورية: [الوافر]

رأيت بها قضيبا فوق دعص... عليه النّخل أينع والكروم

فقد ورّى عن المرأة بالقضيب، وعن الحلي بالنخل، وعن قلائدها بالكروم، والدعص بكسر الدال: قطعة من الرمل مستديرة. {طَلْعُها:} هو أول ما يطلع من ثمر النخلة، كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، والقنو: اسم للخارج من الجذع، كما هو بعرجونه، وشماريخه، والطلع يخرج من أنثى النخل وذكره، فتلقح الأنثى بأخذ شيء من طلع الذكر، ووضعه في طلع الأنثى بعد شقه، وأنث طلعها؛ لأن النخل اسم جمع كما رأيت، وكل اسم جمع يؤنث ويذكر، و {هَضِيمٌ:} لطيف لين للطف الثمر، قال امرؤ القيس في معلقته: [الطويل]

إذا قلت هاتي نوليني تمايلت... عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل

<<  <  ج: ص:  >  >>