مضارع مبني للمجهول منصوب ب:«أن»، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل يعود إلى {اِمْرِئٍ،} تقديره: «هو»، وهو المفعول الأول. {صُحُفاً:} مفعول به ثان.
{مُنَشَّرَةً:} صفة {صُحُفاً}. و {أَنْ يُؤْتى} في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة:{بَلْ يُرِيدُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {كَلاّ:} حرف ردع وزجر. {بَلْ:} حرف إضراب انتقالي مثل سابقه. {كَلاّ:} نافية. {يَخافُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {الْآخِرَةَ:} مفعول به، وهو على حذف مضاف، التقدير: عذاب الآخرة.
الشرح:{كَلاّ إِنَّهُ} أي: القرآن. {تَذْكِرَةٌ:} عظة بالغة. هذا؛ وأنث في سورة (عبس) في قوله: {كَلاّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ} لتأنيث الخبر. {فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ} أي: فمن شاء أن يذكره، ولا ينساه، ويجعله نصب عينيه؛ فليفعل، فإن فائدة ذلك راجعة إليه. وقال الزمخشري: والضمير في {إِنَّهُ} و {ذَكَرَهُ} للتذكرة في قوله: {فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} وإنما ذكر؛ لأنها في معنى الذكر، أو القرآن.
{وَما يَذْكُرُونَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ} أي: إلا أن يشاء الله لهم الهدى، فيتذكروا، ويتعظوا، فهو كقوله تعالى في سورة (الدهر) رقم [٣٠]: {وَما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ} وهو تصريح بأن فعل العبد بمشيئة الله. وقال الزمخشري ميلا إلى اعتزاله: يعني إلا أن يقسرهم على الذكر، ويلجئهم إليه؛ لأنه مطبوع على قلوبهم معلوم: أنهم لا يؤمنون اختيارا. قال ابن كثير: وفيه تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وترويح عن قلبه الشريف مما كان يخامره من إعراضهم عنه، وتكذيبهم له.
{هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} أي: هو جل وعلا أهل لأن يتقى لشدة عقابه، وأهل؛ لأن يغفر الذنوب لكرمه، وسعة رحمته. قال الآلوسي: أي: حقيق بأن يتقى عذابه ويطاع، وحقيق بأن يغفر لمن آمن به، وأطاعه. انتهى. صفوة التفاسير.
هذا؛ وعن أنس-رضي الله عنه-عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنه قال في هذه الآية، «يقول الله تعالى: أنا أهل أن أتّقى، فمن اتّقاني، فلم يجعل معي إلها؛ فأنا أهل أن أغفر له». أخرجه أحمد، والترمذي، والحاكم، وابن ماجه. هذا؛ وقال القرطبي-رحمه الله تعالى-: وفي بعض التفاسير: هو أهل المغفرة لمن تاب إليه من الذنوب الكبار، وأهل المغفرة أيضا للذنوب الصغار باجتناب الذنوب الكبار.
هذا؛ وأهل في هذه الآية بمعنى: مستوجب، ومستحق، ومالك، وصاحب، وفي الدعاء:
اللهم عاملنا بما أنت له أهل، ولا تعاملنا بما نحن له أهل. وهو يصلح للواحد، والجمع،