الإعراب:{قالَ نُوحٌ:} ماض، وفاعله. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء، فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ، انظر إعراب (يا قوم) في الآية رقم [٢]. {إِنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {عَصَوْنِي:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، التي هي فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ نُوحٌ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَاتَّبَعُوا:} الواو: حرف عطف. (اتبعوا): ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَزِدْهُ:} فعل مضارع مجزوم ب: {لَمْ،} والهاء مفعول به أول. {مالُهُ:} فاعله. (ولده): معطوف عليه، والهاء فيهما ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر. {خَساراً:} مفعول به ثان. وجملة:{لَمْ يَزِدْهُ..}. إلخ صلة الموصول، لا محل لها.
{وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً (٢٢)}
الشرح:{وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً} يعني: كبيرا عظيما. يقال: كبير، وكبار، وكبّار، مثل:
عجيب، وعجاب، وعجّاب، ويقال: رجل حسن، وحسّان، وجميل، وجمّال، وقرّاء للقارئ، ووضّاء للوضيء. وأنشد ابن السكيت:[الكامل]
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي... بالحسن قلب المسلم القرّاء
وقال آخر:[الكامل]
والمرء يلحقه بفتيان النّدى... خلق الكريم وليس بالوضّاء
و {كُبّاراً} بالتشديد أعظم في المبالغة، والماكرون: هم الرؤساء، والقادة، فيكون قد روعي لفظ {مَنْ} بقوله: {لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ} وروعي معناها بقوله: {(مَكَرُوا)} ومكرهم:
احتيالهم في الدين، وكيدهم لنوح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وتحريش السفلة على أذاه، وصد الناس عن الإيمان به، والميل إليه، والاستماع منه. وقيل: مكرهم: هو قولهم: لا تذرنّ آلهتكم، وتعبدوا إله نوح.
هذا؛ والمكر أصله في لسان العرب: الاحتيال، والخديعة، وقد مكر به، يمكر، فهو ماكر، ومكّار. قال الشاعر:[الطويل]
قهرت العدا لا مستعينا بعصبة... ولكن بأنواع الخديعة والمكر