الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و (أن) والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: أي: لئلا تطغوا، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (وضع).
هذا؛ وقيل:(أن) مفسرة، و (لا) ناهية جازمة، والفعل مجزوم ب:(لا) منصوب. وردّ بأن شرط المفسرة تقدم جملة عليها فيها معنى القول دون حروفه، {وَوَضَعَ الْمِيزانَ} ليس فيها معنى القول. وقد يجاب عنه بتوهم: أنّ وضع الميزان يستدعي كلاما في الأمر بالعدل فيه، فجاءت (أن) مفسرة بهذا الاعتبار. انتهى. جمل نقلا من كرخي. {فِي الْمِيزانِ:} متعلقان بما قبلهما.
الشرح:{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ،} قال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [٣٥]: {وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ}. {وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ} أي: لا تنقصوا الميزان، ولا تبخسوا الكيل، والوزن. وهذا كقوله تعالى في سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام:{وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ} رقم [٨٤]. أمر الله بالتسوية، وإقامة الحق والعدل، ونهى عن الطغيان؛ الذي هو اعتداء وزيادة، وعن الخسران، الذي هو تطفيف، ونقصان، وكرر لفظ الميزان تشديدا للوصية به، وتقوية للأمر باستعماله، والحث عليه. هذا؛ وأصل ميزان: موزان، فقلبت الواو ياء لسكونها، وانكسار ما قبلها، ومثله: ميعاد، وميراث، ونحوهما. {وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ} أي: بسط الأرض، وأرساها بالجبال الشامخات؛ لتستقر بما على وجهها من الأنام، وهم الخلائق المختلفة أنواعهم، وأشكالهم وألوانهم في سائر أقطارها، وأرجائها، وتشمل الخلائق الإنس، والجن. وقيل: تشمل كل ما ظهر على ظهرها من دابة. {فِيها:} في الأرض. {فاكِهَةٌ} أي: كل ما يتفكه به الإنسان من ألوان الثمار. {وَالنَّخْلُ:} انظر الاية رقم [٢٠] من سورة (القمر). {ذاتُ الْأَكْمامِ} أي: صاحبة الأكمام. و {الْأَكْمامِ} جمع: كم بكسر الكاف. قال الجوهري: والكمّة، والكمامة بكسر الكاف فيهما: وعاء الطلع، وغطاء النّور، والجمع: كمام، وأكمّة، وأكمام، والأكاميم أيضا. هذا؛ وكل شيء ستر شيئا فهو كم. واقتصر على ذكر النخل من بين سائر الشجر؛ لأنه أعظمها وأكثرها بركة. {وَالْحَبُّ} أي: جميع الحبوب؛ التي يقتات بها، كالحنطة، والشعير، ونحوهما، وإنما أخر ذكر الحب على سبيل الارتقاء إلى الأعلى؛ لأن الحب أنفع من النخل، وأعم وجودا في الأماكن. {ذُو الْعَصْفِ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: يعني: التبن، وعنه: أنه ورق الزرع الأخضر؛ إذا قطع رؤوسه، ويبس. وقيل: هو ورق كل شيء يخرج منه الحب. {وَالرَّيْحانُ} يعني: الورق. وقيل:
العصف: الورق أول ما ينبت الزرع بقلا، والريحان: الورق؛ يعني: إذا أدجن، وانعقد فيه الحب، كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة:[الطويل]