للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، دل عليه: {أَعْلَمُ} لابه؛ لأن أفعل لا ينصب الظاهر، ولا يرفعه إلا في مسألة الكحل، ونحوها. والجملة الفعلية: {يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ} صلة: {مَنْ،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط رجوع الفاعل إليها. هذا؛ وجوز اعتبار: {مَنْ} استفهامية مبتدأ، والجملة الفعلية بعدها في محل رفع خبرها، والجملة الاسمية معلق الفعل المقدر عنها، أي: إنها في محل نصب مفعول به. وقيل: {مَنْ} موصولة، وهي في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: بمن، بدليل ظهور الباء بعده في: {بِالْمُهْتَدِينَ}.

وعليه فالجار والمجرور متعلقان ب‍ {أَعْلَمُ}. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {أَعْلَمُ:} خبره {بِالْمُهْتَدِينَ:} متعلقان ب‍ {أَعْلَمُ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها.

{فَكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اِسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨)}

الشرح: {فَكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ:} هذا مسبب عن إنكار اتباع المضلين الذين يحلون الحرام، ويحرمون الحلال، وهو ما ذكرته لك في شرح الآية رقم [١١٦]. والأمر للإباحة، لا للوجوب. {إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ:} والمعنى: كلوا مما ذكر اسم الله على ذبحه، لا مما ذكر عليه اسم غيره من آلهتهم، أو مات حتف أنفه، فإن الإيمان بآيات الله يقتضي استباحة ما أحله الله، واجتناب ما حرمه. {اِسْمُ:} انظر شرحه في البسملة. {اللهِ:} انظر شرحه في الاستعاذة. {كُنْتُمْ:} انظر إعلال مثله في الآية رقم [٥/ ٦]. {بِآياتِهِ:} انظر الآية رقم [٤].

{مُؤْمِنِينَ:} انظر (الإيمان) في الآية رقم [٥/ ٩٤].

الإعراب: {فَكُلُوا:} الفاء: فيها وجهان: أحدهما: أنها الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر: التقدير: إن كنتم صحيحي الإيمان؛ فكلوا. والثاني: أنها عاطفة على محذوف، كأنه قيل: كونوا على الهدى، فكلوا، والظاهر: أنها عاطفة على ما تقدم من مضمون الجمل المتقدمة انتهى. جمل بتصرف كبير. وأرجح الاستئناف على جميع الأقوال المذكورة، وذلك بالإعراض عن الكلام السابق. (كلوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب: {أَوْفُوا} في الآية رقم [٥/ ١]. {مِمّا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصوفة والموصولة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍ (من)، والجملة الفعلية: {ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط هو الضمير المجرور محلاّ ب‍ (على)، والجملة الفعلية: (كلوا...) إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المذكورة في الفاء. {إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٤٠] والجار والمجرور متعلقان ب‍ {مُؤْمِنِينَ} بعدهما، والدلالة على جواب الشرط المحذوف في هذه الآية أوضح منها في تلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>