{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣)}
الشرح: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ}: يستخبرونك يا محمد عن قيام الساعة، وعن وقوع العذاب بهم.
{أَحَقٌّ هُوَ} أي: أواقع ما تعدنا به حقا؟! {قُلْ إِي وَرَبِّي} أي: قل أقسم بربي إن العذاب واقع بكم، وإن الساعة لا ريب فيها. {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: بفائتين من العذاب، أو ما أنتم بمعجزين الله تعالى بأن لا يقدر على تعذيبكم، قال البيضاوي: السائل هو حيي بن أخطب اليهودي لمّا قدم مكة.
الإعراب: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ}: الواو: حرف استئناف. يستنبئونك: مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والكاف مفعول به أول. {أَحَقٌّ}: الهمزة استفهام معلق لما قبله عن العمل.
(حق): مبتدأ. {هُوَ}: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ب (حق) سد مسد خبره، ويجوز اعتبار الضمير مبتدأ مؤخرا، و (حق): خبرا مقدما، وعلى الوجهين فالجملة اسمية، وهي في محل نصب مفعول به ثان للفعل قبلها المعلق عن العمل لفظا، والجملة الفعلية: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِي}: حرف جواب مبني على السكون في محل نصب مقول القول. {وَرَبِّي}: الواو: حرف قسم وجر. (ربي): مقسم به مجرور بالواو، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، التقدير:
أقسم بربي. {إِنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {لَحَقٌّ}: اللام: هي المزحلقة.
(حق): خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ لَحَقٌّ}: جواب القسم لا محل لها. والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَما}: نافية حجازية تعمل عمل (ليس). {أَنْتُمْ}: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما.
{بِمُعْجِزِينَ}: الباء: حرف جر صلة. (معجزين): خبر ما مجرور لفظا، منصوب محلا، وإن اعتبرت (ما) نافية مهملة، فيكون {أَنْتُمْ} مبتدأ، والباء زائدة في خبره، وعلى الوجهين فالجملة اسمية، وهي تحتمل العطف على جواب القسم، والاستئناف ولا محل لها على الاعتبارين.
{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤)}
الشرح: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ} أي: بالشرك والخروج عن طاعة الله تعالى، أو بالتعدي على حقوق الغير. {ما فِي الْأَرْضِ}: كل ما في الأرض من أموال وخزائن. {لافْتَدَتْ بِهِ} أي:
قدمته فداء من العذاب، ولكنه لا يقبل منها، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفّارٌ فَلَنْ}