للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (٢٦)}

الشرح: {ثُمَّ}: انظر الآية رقم [١٠٣] من سورة (الأعراف). {سَكِينَتَهُ}: رحمته التي سكنوا بها، حتى اجترءوا على قتال المشركين، بعد أن ولوا مدبرين، {وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها}: وهم الملائكة يقوون المؤمنين، ويثبتونهم في القتال، وانظر الآية رقم [١٢] من سورة (الأنفال)، ويلقون الرعب في قلوب المشركين من حيث لا يرونهم، ومن غير قتال؛ لأن الملائكة لم تقاتل إلا يوم بدر على الراجح. {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: بالقتل والسبي والأسر، وانظر {كَفَرُوا} في الآية رقم [٦٦] (الأعراف). {وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ} أي: ما فعل بهم جزاء كفرهم في الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى، وأنكى، هذا؛ والجزاء المجازاة، والمكافأة على عمل ما، تكون في الخير، وتكون في الشر، فمن الأول قوله تعالى: {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ} ومن الثاني ما في الآية الكريمة، فقد أراد جزاء الشر، والجزاء من جنس العمل، إن خيرا فخير، وإن شرا فشرّ، هذا؛ والفعل: (جزى يجزي) ينصب مفعولين، هذا؛ وانظر سكينة بني إسرائيل في الآية رقم [٢٤٧] من سورة (البقرة).

الإعراب: {ثُمَّ}: حرف عطف، عطفت جملة: {أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ} على الجمل قبلها، فهي في محل جر مثلها. {وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} جار ومجرور معطوفان على ما قبلهما، وعلامة الجر الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم... إلخ، وجملة: {وَأَنْزَلَ جُنُوداً} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا. {لَمْ تَرَوْها}: مضارع مجزوم ب‍ {لَمْ،} وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، وها: مفعوله، والفعل بصري اكتفى بمفعول واحد، والجملة الفعلية في محل نصب صفة جنودا، وجملة: {وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا. {وَذلِكَ}: الواو: حرف استئناف. {ذلِكَ}: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {جَزاءُ}: خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {الْكافِرِينَ}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء.. إلخ، وهذه الإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية (ذلك...) إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

{ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧)}

الشرح: {ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ..}. إلخ: وذلك بالتوفيق للإسلام، كما فعل بمن بقي من هوازن، وانظر (شاء) في الآية رقم [٨٩] (الأعراف) {وَاللهُ غَفُورٌ}: لمن تاب وأناب.

{رَحِيمٌ}: بعباده لا يعاجلهم العقوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>