بالنصب، فقيل: هو مفعول به للمصدر (بغي)، فيكون بمعنى: طلبكم متاع، وقيل: هو مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: يمنعكم بذلك متاع، وقيل: هو مفعول لأجله، وعليه فالجار والمجرور:{عَلى أَنْفُسِكُمْ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وقيل: متعلقان بالبغي، والخبر محذوف، تقديره: مذموم، أو منهي عنه، أو مكروه، ونحوه، وحسن الحذف لطول الكلام، و {مَتاعَ}: مضاف، و {الْحَياةِ}: مضاف إليه. {الدُّنْيا}: صفة: {الْحَياةِ} مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية:{إِنَّما بَغْيُكُمْ..}. إلخ: ابتدائية، أو مستأنفة لا محل لها. {ثُمَّ}: حرف عطف. {إِلَيْنا}: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
{مَرْجِعُكُمْ}: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها. {فَنُنَبِّئُكُمْ}:
مضارع. والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، والكاف مفعول به، {بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}: انظر إعراب: {بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} فهو مثله، وذلك في الآية رقم [٨].
الشرح:{وَالْأَنْعامُ}: يطلق هذا اللفظ في الأصل على المأكول من الحيوانات؛ ولكنه يشمل هنا المأكول وغيره، والذي يأكله الناس هو: الحبوب، والخضار، والفواكه، والذي تأكل الأنعام هو: الحشيش، والتبن، وبعض الحبوب، والضمير في {بِهِ} يعود إلى الماء النازل من السماء، ومعنى اختلاط النبات به: اشتباكه بسببه حتى خالط بعضه بعضا. {حَتّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها} أي: تزينت بأصناف النبات وأشكالها وألوانها المختلفة، كعروس أخذت من ألوان الثياب والزينة، وتزينت بها. {وَازَّيَّنَتْ}: أصله تزينت، ثم أدغمت التاء في الزاي، فسكن الأول، فدخلت ألف الوصل لأجل سكون أول الفعل، وإنما سكن الأول عند الإدغام؛ لأن كل حرف أدغمته فيما بعده، فلا بد من إسكان الأول أبدا، فلما أدغمت التاء في الزاي سكنت التاء، فاحتيج عند الابتداء إلى ألف الوصل، وله نظائر كثيرة في القرآن الكريم. انتهى. مكي.
هذا؛ وقرئ: «(أزينت)»، أي: جاءت بالزينة، و «(ازيايت)» و «(ازاينت)»، وقرئ: «(تزيّنت)» على الأصل، و «(ازّانت)»، و «(ازيأّنت)»، والإعراب لا يختلف على جميع القراءات. {وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ} أي: أيقنوا أنهم متمكنون من الدنيا، وقادرون على الانتفاع بلذائذها وشهواتها.
{أَتاها أَمْرُنا}: أتاها أمرنا وقضاؤنا بالإهلاك والفناء. {حَصِيداً}: شبيها بما حصد من أصله،