للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء. {جاءَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (من) وهو العائد، أو الرابط، والجملة الفعلية صلة (من) أو صفتها.

{بِالْهُدى:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {مِنْ عِنْدِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من (الهدى)، والهاء في محل جر بالإضافة.

{وَمَنْ:} الواو: حرف عطف. (من): معطوفة على (من) السابقة من غير إعادة الجار.

{تَكُونُ:} فعل مضارع ناقص. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {تَكُونُ} مقدم، و {عاقِبَةُ:} اسمها مؤخر، وأجيز اعتبار اسمها ضمير القصة، و: {لَهُ عاقِبَةُ} جملة اسمية في محل نصب خبرها، وهذا على القراءتين. هذا؛ وأجيز اعتبار {تَكُونُ} تاما وفاعله يعود إلى (من)، وجملة: {لَهُ عاقِبَةُ} في محل نصب حال من الفاعل المستتر، والرابط: الضمير المجرور باللام، و {عاقِبَةُ} مضاف، و {الدّارِ} مضاف إليه. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، الهاء اسمها. {لا:} نافية. {يُفْلِحُ:} فعل مضارع، {الظّالِمُونَ:} فاعله مرفوع... إلخ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية فيها معنى التعليل، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ..}. إلخ لا محل لها على القراءتين؛ لأنها بالواو معطوفة على جواب (لمّا)، وبدون الواو مستأنفة.

{وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨)}

الشرح: {وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ..}. إلخ: قال عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-:

كان بين قوله هذا؛ وبين قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى} أربعون سنة، وكذب عدو الله، بل علم: أن له ربا هو خالقه، وخالق قومه، ولذا نفى علمه بإله غيره دون وجوده؛ إذ لم يكن عنده ما يقتضي الجزم بعدمه، ولذلك أمر ببناء الصرح؛ ليصعد عليه، ويطلع على الحال.

{فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ} أي: اطبخ لي الآجر، وهو القرميد. قيل: إنه أول من اتخذ آجرا، وبنى به. {فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً} أي: قصرا عاليا. وقيل: منارة. وهذا بخلاف صرح سليمان الذي بنته له الجن في الآية رقم [٤٤] من سورة (النمل) فليتأمل.

هذا؛ و (غير) اسم شديد الإبهام، لا يتعرف بالإضافة لمعرفة، وغيرها، فلذا وصفت به النكرة في هذه الآية، وهو ملازم للإضافة، ويجوز أن يقطع عنها، إن فهم المعنى، وتقدمت كلمة ليس عليها، تقول: قبضت عشرة ليس غير. وهو مبني على الضم، أو على الفتح، خلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>