للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابط. {عَمَلاً:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة {مَنْ،} أو صفتها، والجملة الاسمية:

{إِنّا..}. إلخ في محل رفع خبر {إِنَّ} الأولى، والرابط محذوف؛ إذ التقدير: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم، أو مستغنى عن الرابط بعموم {مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً،} كما هو مستغنى عنه في قولك: (نعم الرجل زيد) ووقع موقعه الظاهر، وهو (من) لأنّه بمعنى: الموصول الذي هو اسم {إِنَّ} هذا؛ وقيل: خبر {إِنَّ} الجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ وما بينهما معترض. وقيل:

يجوز أن تكون الجملتان، أعني {إِنّا لا نُضِيعُ..}. إلخ و {أُولئِكَ..}. إلخ خبرين لإن الأولى عند من يرى جواز تعدد الخبر، وإن لم يكونا في معنى واحد. وقيل: الخبر محذوف تقديره: إن الذين... يجازيهم الله بأعمالهم، ودلّ على ذلك قوله: {إِنّا لا نُضِيعُ..}. إلخ، أوجه، أقواها أولها، والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، أو ابتدائية لا محل لها على الاعتبارين.

{أُولئِكَ لَهُمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١)}

الشرح: {أُولئِكَ:} الإشارة إلى الذين آمنوا، وعملوا الصالحات من الرّجال وهو يشمل النساء كما ذكرته مرارا. {جَنّاتُ عَدْنٍ:} انظر الآية رقم [٢٣] من سورة (الرعد) ففيها الكفاية.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ} أي: من بين أيديهم ينظرون إليها، من أعالي أسرتهم وقصورهم، وهذا أحسن في السرور، والنزهة، والفرجة. {يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ:} قال سعيد بن جبير-رضي الله عنه-: على كل واحد منهم ثلاثة أسورة: واحد من ذهب، وواحد من ورق، وواحد من لؤلؤ. انتهى. وهذا منصوص عليه في القرآن، فقال هنا: {مِنْ ذَهَبٍ} وقال في (الحج):

{يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً} رقم [٢٣]، ومثلها في سورة (فاطر) رقم [٣٣]، وقال في سورة (الإنسان): {وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ،} وفي الحديث الصحيح: «تبلغ حلية المؤمن حيث يبلغ الوضوء».

{وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً:} خص الخضرة بالذكر؛ لأنها أحسن الألوان، وأكثرها طراوة، ولأن البياض يبدد النظر ويؤلم، والسواد يذم، والخضرة بينهما، وذلك يجمع الشعاع. {مِنْ سُنْدُسٍ:} هو الرقيق من الديباج، واحده: سندسة، والاستبرق: ما غلظ منه، وهو موشى بالذهب، واحده:

استبرقة، وهل هو عربي الأصل مشتق من البريق، أو هو معرب أصله: إستبره؟ خلاف بين اللغويين، وفي سورة (الرحمن) {بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} والمراد: الفرش كما ستعرفه بعونه تعالى. {مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ} أي: يجلسون على السرر كما هو حال المتنعمين المترفين في الدنيا. هذا؛ و {الْأَرائِكِ} جمع: أريكة، وهي في الجنة من ذهب مكللة بالدرّ والياقوت، وأصل {مُتَّكِئِينَ:} موتكئين، واتكأ،

<<  <  ج: ص:  >  >>