للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{رَبِّكُمْ عَظِيمٌ:} وفي الإنجاء، أو العذاب اختبار، وامتحان؛ إذ البلاء يطلق على النعمة، وعلى المحنة، فالله يختبر شكر عباده بالنعمة، وصبرهم بالمحنة، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} وقال {وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ}. وانظر الآية رقم [١٦٨] الآتية. وانظر شرح:

{آلِ فِرْعَوْنَ} في الآية رقم [١٣٠] و {نِساءَكُمْ} في الآية رقم [١٢٧]. {بَلاءٌ:} إعلاله مثل إعلال: {السَّماءِ} في الآية رقم [٩٧]. {رَبِّكُمْ:} انظر الآية رقم [٣].

الإعراب: انظر الإعراب بكامله في الآية رقم [٤٩] من سورة (البقرة).

{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (١٤٢)}

الشرح: {وَواعَدْنا:} وقرئ: «(وعدنا)»: انظر (الوعد) في الآية رقم [٤٤]. وانظر (نا) في الآية رقم [٧]. {مُوسى:} انظر الآية رقم [١٠٣]. {ثَلاثِينَ لَيْلَةً:} هي شهر ذي القعدة، وعبر عن الأيام بالليالي؛ لأنها غرر الشهور. {وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ:} وهي العشر الأول من ذي الحجة.

{فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً:} بلغ الميقات، أي: الموعد أربعين يوما، وقد ذكر سبحانه هذا العدد جملة في الآية رقم [٥١] (البقرة) وفصله هنا.

قال المفسرون: إن موسى-عليه السّلام-وعد بني إسرائيل إذا أهلك الله عدوهم فرعون أن يأتيهم بكتاب من عند الله، فيه بيان ما يأتون، وما يذرون، فلما هلك فرعون؛ سأل ربه أن ينزل عليه الكتاب الذي وعد به بني إسرائيل، فأمره أن يصوم ثلاثين يوما، فصامها، فلما تمت ذهب إلى جبل الطور ليسأله ما طلب، وفي طريقه أنكر رائحة فمه التي حدثت من الصيام فاستاك بعود خرنوب، فقالت الملائكة: كنا نشم من فيك رائحة المسك، فأفسدته بالسواك، فأمره الله أن يصوم عشر ذي الحجة، وقال له «أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك»، فكانت فتنة بني إسرائيل في تلك العشر التي زادها الله عز وجل لموسى عليه الصلاة والسّلام.

هذا؛ وإعلال: {مِيقاتُ} مثل إعلال: (ميزان) في الآية رقم [٩]. {رَبِّهِ:} انظر الآية رقم [٣].

{لَيْلَةً:} انظر الآية رقم [٦/ ٩٦] {وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ:} عند ذهابه إلى جبل الطور للمناجاة. {اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي:} كن خليفتي فيهم مرهم بالمعروف وانههم عن المنكر. وانظر (قوم) في الآية رقم [٣٢]. {وَأَصْلِحْ} أي: ما يجب من إصلاح أمورهم، أو كن مصالحا. {وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ:} ولا تتبع من سلك سبيل الإفساد، ولا تطع من دعاك إليه. {سَبِيلَ:} يذكر ويؤنث بلفظ واحد، فمن التذكير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} ومن التأنيث قوله تعالى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ} والجمع على التأنيث: سبول، وعلى التذكير: سبل. وانظر: {رُسُلٌ} في الآية رقم [٣٥] فهو مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>