للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {مُشْفِقُونَ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظّالِمِينَ (٢٩)}

الشرح: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ:} قال قتادة، والضحاك، وغيرهما: عنى بهذه الآية إبليس؛ حيث ادعى الشركة، ودعا إلى عبادة نفسه، وكان من الملائكة، ولم يقل أحد من الملائكة: إنّي إله من دون الله. انتهى. قرطبي. أقول: والأولى التعميم لكل من يدعي الألوهية من المخلوقات. {فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ} أي: الذي يدعي الألوهية جزاؤه جهنم. {كَذلِكَ نَجْزِي الظّالِمِينَ} أي: كما جزينا مدعي الألوهية بالنار نجزي الظالمين أنفسهم بوضع الألوهية، والعبادة في غير موضعها، وفيه تهديد، ووعيد لكل من أشرك بالله شيئا.

بعد هذا فقد وصف الله الملائكة بصفات سبع: الأولى: مكرمون، والأخيرة: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ..}. إلخ، فهذه الضمائر كلها للملائكة. انتهى. جمل. بعد هذا انظر «الظلم، والبغي» في الآية رقم [٩٠] من سورة (النحل) وشرح {يَجْزِي} في الآية رقم [٣١] منها.

الإعراب: {وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَقُلْ:} مضارع فعل الشرط، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى (من).

{مِنْهُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، و (من) بيان لما أبهم في (من). {إِنِّي:}

حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {إِلهٌ:} خبر (إنّ). {مِنْ دُونِهِ:} متعلقان بمحذوف صفة {إِلهٌ،} والهاء في محل جر بالإضافة. {فَذلِكَ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (ذلك):

اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {نَجْزِيهِ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره:

«نحن»، والهاء مفعول به أول. {جَهَنَّمَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط، وقيل: جملة الجواب، وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين، والجملة الاسمية: (من...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {كَذلِكَ:} الكاف: حرف تشبيه وجر.

(ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: نجزي الظالمين جزاء كائنا مثل ذلك الجزاء الذي نجزيه من يقل: إني... إلخ. {نَجْزِي:} مضارع مرفوع... إلخ. والفاعل تقديره: «نحن».

{الظّالِمِينَ:} مفعول به منصوب، والجملة الفعلية: {كَذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>