للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَنْ:} (الواو): حرف عطف. (أن): مخففة من الثقيلة أيضا، واسمها ضمير الشأن محذوف أيضا. {لَيْسَ:} فعل ماض ناقص. {لِلْإِنْسانِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لَيْسَ} تقدم على اسمها. {إِلاّ:} حرف حصر. {ما:} مصدرية. {سَعى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى الإنسان، و {ما} والفعل {سَعى} في تأويل مصدر في محل رفع اسم {لَيْسَ} مؤخر. هذا؛ وإن اعتبرت {ما} موصولا؛ فهي الاسم، والجملة الفعلية صلتها، والعائد محذوف، التقدير: إلا الذي سعاه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أن)، والمصدر المؤول من (أن) المخففة، واسمها، وخبرها معطوف على سابقه على جميع الوجوه المعتبرة فيه. {وَأَنْ:} (الواو): حرف عطف. (أنّ):

حرف مشبه بالفعل. {سَعْيَهُ:} اسمها، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {سَوْفَ:} حرف تسويف، واستقبال. {يُرى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل تقديره: «هو» يعود إلى {سَعْيَهُ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر معطوف على المصدر المؤول السابق.

هذا؛ وقرئ بكسر الهمزة على الاستئناف. وكذا ما بعدها، فلا يكون مضمون الجمل في الصحف على الثاني. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يُجْزاهُ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، ونائب الفاعل يعود ل‍: (الإنسان) أيضا، وهو المفعول الأول، والهاء مفعوله الثاني. {الْجَزاءَ:}

قال أبو البقاء: هو مفعول: {يُجْزاهُ،} وليس بمصدر؛ لأنه وصف ب‍: {الْأَوْفى} وذلك من صفة المجزي به، لا من صفة الفعل. قال السفاقسي: لا يمنع ذلك من بقائه مصدرا؛ لأن الفعل قد يوصف بذلك مبالغة. هذا؛ وقال الزمخشري: {الْجَزاءَ} مفسر للضمير العائد على مصدر الفعل (يجزى)، أو هو بدل منه كقوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}. وهذا الذي أرتضيه، وأعتمده، والله الموفق والمعين، وبه أستعين.

{وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (٤٢) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى (٤٦)}

الشرح: {وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى} أي: المرجع، والمرد، والمصير، فيعاقب، ويثيب. وقيل:

منه ابتداء المنة، وإليه انتهاء الأمان. وعن أبي بن كعب-رضي الله عنه-قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم في قوله تعالى: {وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى} قال: «لا فكرة في الرّبّ». وعن أنس-رضي الله عنه-قال:

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «وإذا ذكر الله فانته». ومثله ما روي عن أبي هريرة-رضي الله عنه-مرفوعا:

«تفكّروا في الخلق، ولا تفكّروا في الخالق، فإنه لا تحيط به الفكرة». ومعناه: لا فكرة في

<<  <  ج: ص:  >  >>