للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى {نَفْساً} أيضا. {فِي إِيمانِها:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ها): في محل جر بالإضافة. {خَيْراً:} مفعول به، وجملة: {كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً} معطوفة على جملة: {آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} فهي في محل نصب مثلها. {قُلِ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {اِنْتَظِرُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية: {قُلِ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنّا:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا): ضمير متصل في محل نصب اسمها، وقد حذفت النون للتخفيف، وبقيت الألف دليلا عليها.

{مُنْتَظِرُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {إِنّا مُنْتَظِرُونَ} تعليل للأمر لا محل لها.

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ:} بدّدوه، فآمنوا ببعض، وكفروا ببعض، أو افترقوا فيه.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، كلّها في الهاوية إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، كلّها في الهاوية إلا واحدة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في الهاوية، إلا واحدة». انتهى بيضاوي. أقول: وفي رواية أخرى:

«وهي: ما أنا عليه وأصحابي». اللهم اهدنا بهدي نبينا، وهدي خلفائه الراشدين، وصحابته أجمعين، وثبتنا بالقول الثابت في الدنيا، والآخرة يا أرحم الراحمين. هذا؛ وقرئ «(فارقوا)».

{وَكانُوا شِيَعاً} أي: أحزابا متفرقة في الضلالة.

وقال أبو هريرة-رضي الله عنه-في هذه الآية: هم أهل الضلالة من هذه الأمة، وروي ذلك مرفوعا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الذين فرقوا دينهم، وكانوا شيعا لست منهم في شيء وليسوا منك هم أهل البدع، وأهل الشّبهات، وأهل الضلالة من هذه الأمة». أسنده الطبري، وروي عنه عليه الصلاة والسّلام: أنه قال: «وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، ولا يبقى منه عرق، ولا مفصل، إلا دخله». أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص. انتهى خازن. وانظر الآية [٦٥]. {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} أي: أنت بريء منهم، وهم منك براء. وهو أحسن تفسير أرتضيه. وقيل: معناه: لست مأمورا بقتالهم. وقيل: معناه:

لست في شيء كائن من تفريقهم. {إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ} أي: حسابهم، وجزاؤهم إلى الله، فهو الذي يتولى ذلك. {لَسْتَ:} انظر الآية رقم [٦٦]. {شَيْءٍ:} انظر الآية رقم [٥/ ١٩]. {اللهِ:}

انظر الاستعاذة. {يُنَبِّئُهُمْ:} انظر الآية رقم [٥/ ١٤]. هذا؛ وحكم الآية منسوخ بآية السيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>