للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا محل لها مثلها. {وَطَفِقا:} ماض ناقص، وألف الاثنين اسمه. {يَخْصِفانِ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (طفق). {عَلَيْهِما:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ وَرَقِ:} متعلقان به أيضا. أو هما متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف، التقدير: ورقا من ورق الجنة، و {وَرَقِ} مضاف، و {الْجَنَّةِ:} مضاف إليه، وجملة: {وَطَفِقا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا، وجملة: {وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ} معطوفة أيضا، لا محل لها، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {فَغَوى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى آدم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {ثُمَّ:} حرف عطف. {اِجْتَباهُ:} ماض، ومفعوله. {رَبُّهُ:} فاعله... إلخ، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {فَتابَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {رَبُّهُ}. {عَلَيْهِ:} متعلقان به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {وَهَدى:} ماض، وفاعله يعود إلى ربه، ومفعوله محذوف، التقدير: وهداه.

والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. تأمّل، وتدبّر.

{قالَ اِهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اِتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (١٢٣)}

الشرح: {قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً} أي: من الجنة، أو من السماء. هذا؛ والهبوط:

الإنزال، والانحدار من فوق إلى أسفل على سبيل القهر، والهوان، والاستخفاف، وهو بكسر الباء، وقد تضمّ. هذا؛ وقد قال الله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٣]: {فَاهْبِطْ} بالإفراد.

وقال في سورة (البقرة) رقم [٣٦ و ٣٨]: {اِهْبِطُوا} بالجمع. وقال هنا: {اِهْبِطا} بالتثنية.

والمراد بالأول: إبليس وحده كما هو ظاهر، والمراد بالثاني: آدم وحواء، وإبليس. وقيل:

والحية، والصحيح: أن المراد: آدم وحواء وذريتهما. والمراد بالثالث: آدم وحواء، أو آدم وإبليس، وهو الظاهر. قال البيضاوي: ولما كانا أصل الذرية خاطبهما مخاطبتهم، فقال:

بعضكم لبعض عدو، وهذه العداوة بين آدم وإبليس من جهة، وبين إبليس وذريته من جهة أخرى حتمها الله، وقدرها من قديم الأزل، ولا تنس: العداوة التي تقع بين ذرية آدم بسبب المعاش، كما عليه الناس من التجاذب والتحارب والتكالب على حطام الدنيا، وذلك واضح جليّ للعيان.

{فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً} أي: كتاب، ورسول هو محمد صلّى الله عليه وسلّم، أو المراد جميع الكتب، وجميع الرسل، وهو أليق بالمقام. {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ} أي: كتبي، ورسلي الذين أرسلهم لهداية البشر من ذريتك يا آدم. {فَلا يَضِلُّ:} في الدنيا بالانحراف عن الصراط المستقيم. {وَلا يَشْقى:} في الآخرة بالعقاب الشديد، والعذاب الأليم. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: من

<<  <  ج: ص:  >  >>