(الله): مبتدأ. {مُحِيطٌ:} خبره. {بِالْكافِرِينَ:} متعلقان ب {مُحِيطٌ،} والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، وقال الزمخشري: معترضة، وكأنه يعني بذلك: أنّ جملة: {يَجْعَلُونَ..}. إلخ، وجملة:
({يَكادُ..}.) الخ شيء واحد؛ لأنهما من قصّة واحدة. انتهى. جمل.
الشرح:{يَكادُ..}. إلخ: أي: يقرب، يقال: كاد الفعل، ولم يفعل، فهو يدل على وقوع مقاربة الفعل بعدها، ولذا لم تدخل عليه «أن» لأنها تخلص الفعل للاستقبال، وإذا دخل عليها حرف نفي دل على أن الفعل بعدها وقع، كما في قوله تعالى في الآية رقم [٧١] الآتية: {فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ،} وإذا لم يدخل عليها حرف النفي، لم يكن الفعل بعدها واقعا، ولكنه قارب الوقوع، والفعل منها واوي العين، ف (كاد) أصله: كود بكسر الواو كخوف، فتحركت الواو، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فصار: يكاد بوزن: يخاف، ومصدره: الكود، وهذا في «كاد» الناقصة، وأما «كاد» التامة، فهي يائية العين المفتوحة في الماضي، كباع، المكسورة العين في المضارع ك «يبيع»، ومصدره: الكيد، ك «البيع»، فهو من الباب الثاني، بخلاف الناقص فإنه من الباب الرابع، ولذا جاء المضارع في القرآن مختلفا، فمن الأول قوله تعالى في سورة (النّور) رقم [٣٥]: {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ} ومن الثاني قوله تعالى في آخر سورة (الطّارق): {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً} ومعنى الأول: المقاربة، ومعنى الثاني: المكر، والأول ناقص التصرف، ويحتاج إلى مرفوع، ومنصوب، والثاني تامّ التصرف، ويكتفي بالفاعل، وينصب المفعول به.
فائدة: قد تأتي «كاد» بمعنى: أراد، قاله محبّ الدين الخطيب، شارح شواهد الكشاف، وجعل منه قول الراقدة الأودي، والبيت:[البسيط]
فإن تجمّع أسباب وأعمدة... وساكن بلغوا الأمر الّذي كادوا
أي: الّذي أرادوا، ومنه قول الآخر:[الكامل]
كدنا وكدت، وتلك خير إرادة... لو عاد من زمن الصّبابة ما مضى
أي: أردنا، وأردت، دليله:«تلك خير إرادة». هذا وقد شاع على الألسن أنّ نفي كاد إثبات، وإثباتها نفي، ولذا ألغز المعريّ بقوله:[الطويل]
أنحويّ هذا العصر ما هي لفظة... جرت في لساني جرهم وثمود
إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت... وإن أثبتت قامت مقام جحود