للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره: اذكر. الثالث: أنه منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده، التقدير: وأغرقنا قوم نوح أغرقناهم. الرابع: أنه منصوب ب‍: {أَغْرَقْناهُمْ} قاله الفراء، ورده النحاس، قال: لأن «أغرقنا» ليس مما يتعدى إلى مفعولين، فيعمل في المضمر وفي (قوم نوح)، وأقوى هذه الأقوال أولها:

و (قوم) مضاف، و {نُوحٍ} مضاف إليه. {لَمّا:} حرف وجود لوجود. عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى «حين» عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني، وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {كَذَّبُوا:} فعل ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية على القول بحرفية {لَمّا،} وهي في محل جر بإضافة {لَمّا} إليها على اعتبارها ظرفا. {الرُّسُلَ:} مفعول به. {أَغْرَقْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية جواب {لَمّا،} لا محل لها، و {لَمّا} ومدخولها في محل نصب حال من (قوم نوح)، والرابط: الضمير في الجملتين، وعلى هذا فلا يتأتى الوجه الثالث في قوم نوح، لأن أغرقناهم حينئذ جواب {لَمّا،} جوابها لا يفسر غيره، وإنما يتأتى على اعتبار {لَمّا} ظرف زمان متعلقا بالفعل (أغرقنا) مجردا من معنى الشرطية. تأمل. (جعلناهم): فعل، وفاعل، ومفعول به أول. {لِلنّاسِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {آيَةً،} كان نعتا له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». {آيَةً:}

مفعول به ثان، وجملة: {وَجَعَلْناهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.

{وَأَعْتَدْنا:} الواو: واو الحال. (أعتدنا): فعل، وفاعل. {لِلظّالِمِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب‍ {أَلِيماً} بعدهما. {عَذاباً:} مفعول به. {أَلِيماً:} صفته، وجملة:

(أعتدنا...) إلخ في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، وإعادة (الظالمين) بلفظه بدلا من الضمير، وضعا للظاهر موضعه تسجيلا عليهم بوصف الظلم للمبالغة، و «قد» مقدرة قبل الجملة.

{وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨)}

الشرح: {وَعاداً} أي: قوم عاد الذين كذبوا نبيهم هودا، فأهلكهم الله بالريح العقيم.

{وَثَمُودَ:} هم قوم صالح، فأهلكهم الله بالرجفة، وقد كثر ذكر هاتين القبيلتين في كثير من السور، وانظر سورة (هود) وسورة (الأعراف) ففيهما تفصيل أكثر من غيرهما. {وَأَصْحابَ الرَّسِّ:}

الرس في كلام العرب البئر التي تكون غير مطوية، والجمع: رساس، قال الشاعر: [المتقارب]

وهم سائرون إلى أرضهم... فيا ليتهم يحفرون الرّساسا

والرس: اسم واد في قول زهير بن أبي سلمى المزني في معلقته: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>