للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهاء مفعول به. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع فاعل (جاء). {فَلَمْ:} حرف جازم. {يَأْتِ:} مضارع مجزوم ب‍: {فَلَمْ} وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى {ما} وهو العائد، أو الرابط، والجملة صلة {ما} أو صفتها. {آباءَهُمُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة.

{الْأَوَّلِينَ:} صفة {آباءَهُمُ} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {جاءَهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها.

{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩)}

الشرح: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: المعنى: أليس قد عرفوا محمدا صلّى الله عليه وسلّم صغيرا، وكبيرا، وعرفوا نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفته، وطهره، ووفاءه بالعهود، وهذا على سبيل التوبيخ لهم على الإعراض عنه بعد ما عرفوه بصفاته النبيلة، وشيمه الحميدة. انتهى. ففي اتباعه النجاة، والفلاح، والخير، والنجاح لولا العنت، والتعنّت. {فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} أي: منكرون دعواه بعد ما عرفوه حق المعرفة. قال سفيان الثوري: بلى قد عرفوه، ولكنهم حسدوه. أقول: وقد تجلى ذلك في قول أمية بن أبي الصلت، وأبي جهل، والوليد بن المغيرة حين اعترفوا برسالته صلّى الله عليه وسلّم، ولكن كبرياؤهم، وعظمتهم، بل وحسدهم هو الذي سبب ضلالهم، وموتهم على الكفر، وذهابهم إلى جهنم وبئس المصير!

الإعراب: {أَمْ:} حرف عطف. {لَمْ:} حرف جازم. {يَعْرِفُوا:} مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ} وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {رَسُولَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَهُمْ:} الفاء:

حرف عطف وسبب. (هم): مبتدأ. {لَهُ:} متعلقان بما بعدهما. {مُنْكِرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠)}

الشرح: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ:} جنون، فلا يبالون بقوله، وليس هو كذلك؛ لزوال أمارات الجنون عنه، بل كانوا يعلمون أنه أرجحهم عقلا، وأتقنهم نظرا، وأثبتهم فكرا. {بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ} أي: بالقرآن، والتوحيد، والدين الحق، والأمر الذي لا تخفى صحته، وحسنه على عاقل. هذا؛ وانظر شرح {جِنَّةٌ} في الآية رقم [٢٥]. {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ:} لأنه يخالف شهواتهم، وأهواءهم، فلذلك أنكروه. وإنما قيد الحكم بالأكثر؛ لأنه كان منهم من ترك الإيمان استنكافا، كما رأيت في الآية السابقة، أو خوفا من توبيخ قومه له، ومنهم من ترك الإيمان لقلة

<<  <  ج: ص:  >  >>