وأصحاب جمع صاحب، ويكون بمعنى: المالك كما هنا، ويكون بمعنى: الصديق، ويجمع أيضا على صحب، وصحاب، وصحابة، وصحبة، وصحبان، ثم يجمع أصحاب على: أصاحيب أيضا، ثم يخفف، فيقال: أصاحب. هذا؛ والصحابي: من اجتمع بالنبي صلّى الله عليه وسلّم مؤمنا، ولو مدة قصيرة.
{خالِدِينَ فِيها} أي: في الجنة، لا يخرجون، ولا يبرحون، ولا يهرمون، ولا يموتون، سنّهم واحدة: ثلاث وثلاثون سنة. {جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} أي: كان دخول الجنة، وخلودهم فيها مكافأة لهم على ما قدموا في الدنيا من الأعمال الصالحة. هذا؛ وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: نزلت الاية في أبي بكر-رضي الله عنه-والصحيح: أنها تعمّ كل من قال: ربنا الله، ثم استقام.
الإعراب:{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {أَصْحابُ:} خبر المبتدأ، وهو مضاف، و {الْجَنَّةِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية:{أُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبر ثان ل:{إِنَّ،} أو هي في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: اسم الإشارة، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها. {خالِدِينَ:} حال من {أَصْحابُ الْجَنَّةِ} فهو منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وفاعله مستتر فيه. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان ب: {خالِدِينَ}. {جَزاءً:}
مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: جوزوا جزاء. وقيل: هو مصدر بمعنى الحال. {بِما:}
جار ومجرور متعلقان ب:{جَزاءً}. و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: جزاء بالذي، أو: بشيء كانوا يعملونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: جزاء بعملهم. {كانُوا:} فعل ماض ناقص، والواو اسمه، وجملة:{يَعْمَلُونَ} في محل نصب خبره.
الشرح:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً:} قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: بيّن اختلاف حال الإنسان مع أبويه، فقد يطيعهما، وقد يخالفهما؛ أي: فلا يبعد مثل هذا في حق النبي صلّى الله عليه وسلّم وقومه حتى يستجيب له البعض، ويكفر البعض، فهذا وجه اتصال الكلام بعضه ببعض. قاله القشيري.