محذوف. {لَهُمْ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية هذه مؤولة أيضا بمصدر، ومعطوف على سابقه، وتقدير الكلام: استغفارك، وعدمه سواء. هذا؛ وجوز اعتبار {سَواءٌ} مبتدأ، والمصدر المؤول خبرا عنه. والأول أقوى؛ لأن {سَواءٌ} نكرة كما ترى، ولا مسوغ لوقوعه مبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.
{لَنْ:} حرف نفي، ونصب، واستقبال. {يَغْفِرَ:} فعل مضارع منصوب ب: {لَنْ}.
{اللهُ:} فاعله، ومفعوله الأول محذوف، التقدير: لن يغفر الله ذنوبهم. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.
{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {لا:} نافية. {يَهْدِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {الْقَوْمَ:} مفعول به. {الْفاسِقِينَ:}
صفة {الْقَوْمَ،} وهي صفة موطئة؛ إذ من المعلوم: أنهم قوم بلا شك.
الشرح:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ:} المراد: عبد الله بن أبيّ هو الذي قال ذلك، كما رأيت في ما سبق، وعبر عنه بلفظ الجمع، وهو جار على سنن العربية، فإن العرب تخاطب الفرد بلفظ الجماعة؛ إذا كنّت به عن الإنسان، أنشد سيبويه-رحمه الله تعالى-لحسان بن ثابت -رضي الله عنه-: [الطويل] ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم... وفينا رسول عنده الوحي واضعه
وإنما خاطب حسان طعمة بن الأبيرق في شيء سرقه بمكة، وقد ذكرت قصته في سورة (النساء) من الاية رقم [١٠٥ إلى ١١٥] ولا يبعد أن يريده حسان وقومه الذين تآمروا على تبرئته، وإيقاع اليهودي. انظر شرح الايات هناك تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
{لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتّى يَنْفَضُّوا} أي: يتفرقوا عن محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويتركوه، ويذهب كل واحد منهم إلى أهله وشغله؛ الذي كان له قبل ذلك. وقولهم:{رَسُولِ اللهِ} على سبيل الهزء؛ إذ لو كانوا مقرين برسالته ما صدر عنهم ما صدر. والظاهر: أنهم لم ينطقوا بنفس ذلك اللفظ، ولكنه عبر به عن رسوله إكراما له وإجلالا. {وَلِلّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي: بيده جلت قدرته مفاتيح الرزق يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ولا يملك أحد أن يمنع فضل الله عن عباده. على أنهم لو استجابوا لهذا الخبيث فيما نهاهم عنه؛ لهيأ الله تعالى غيرهم للإنفاق،