مصدر في محل جر بلام التعليل، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، أو بالفعل المحذوف الواقع خبرا له، أو بمضمون الجملة الاسمية على الوجهين الآخرين فيه، والجملة الاسمية:{ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب، والمصدر المؤول من:{أَنَّ اللهَ..}.
إلخ معطوف على المصدر المؤول السابق فهو في محل نصب مثله، وأخيرا فالجملة الفعلية:
{جَعَلَ اللهُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها أيضا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح: في هذه الآية وعيد لمن انتهك محارم الله، وتعدى حدوده، ووعد لمن حافظ على أوامر الله ووقف على حدوده، فأحل ما أحل الله، وحرم ما حرم الله. وذكر الله في هذه الآية الوعيد، والوعد؛ ليكون المؤمن خائفا، وراجيا.
الإعراب:{اِعْلَمُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، الواو: فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب:{أَوْفُوا} في الآية رقم [١] والمصدر المؤول من {أَنَّ} واسمها، وخبرها في محل نصب سد مسد مفعولي الفعل:{اِعْلَمُوا،} والمصدر المؤول الثاني معطوف عليه، فهو في محل نصب مثله، و {شَدِيدُ:} مضاف، و {الْعِقابِ:} مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها؛ إذ الأصل شديد عقابه.
الشرح:{ما عَلَى الرَّسُولِ..}. إلخ: أي ليس على رسولنا الذي أرسلناه إليكم إلا تبليغ ما أرسل به من الإنذار بما فيه قطع الحجج. ففي الآية تشديد عظيم في إيجاب القيام بما أمر الله به، وأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قد فرغ مما وجب عليه من التبليغ، وقامت الحجة عليكم بذلك، ولزمتكم الطاعة، فلا عذر لكم في التفريط. انتهى خازن. وانظر الآية رقم [٩٥] وانظر شرح الرسول في الآية رقم [٨٤]. {تُبْدُونَ:} تظهرون. {تَكْتُمُونَ:} تخفون. والمعنى: لا يخفى عليه سبحانه شيء من أعمالكم، وأحوالكم ظاهرا، وباطنا. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{ما:} نافية. {عَلَى الرَّسُولِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {إِلاَّ:} حرف حصر لا محل له. {الْبَلاغُ:} مبتدأ مؤخر. هذا؛ وإن اعتبرت {ما} حجازية؛ فالجار، والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و {الْبَلاغُ} اسمها مؤخر. وهذا ضعيف؛ لأن من شروط عمل «ما» عمل ليس أن لا ينتقض النفي ب: {إِلاَّ،} وعلى الوجهين فالجملة اسمية، وهي مستأنفة لا محل لها. (الله): مبتدأ. {يَعْلَمُ:} مضارع، وفاعله يعود إلى (الله). {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة بعدها صلتها، أو