للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر العذاب في بعض الآيات استعارة مكنية، حيث شبه العذاب بشيء يدرك بحاسة الأكل، وشبه الذوق بصورة ما يذاق، وأثبت للذوق تخييلا.

الإعراب: {بَلْ:} حرف إضراب عن قولهم، وافترائهم. {جاءَ:} فعل ماض، والفاعل مستتر، تقديره: «هو» يعود إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، الذي وصفوه افتراء بشاعر ومجنون، {بِالْحَقِّ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، التقدير: جاء ملتبسا بالحق، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَصَدَّقَ:} الواو: حرف عطف. (صدق): فعل ماض، والفاعل يعود إلى الرسول أيضا. {الْمُرْسَلِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {إِنَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها. {لَذائِقُوا:} اللام: هي المزحلقة. (ذائقو): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة. و (ذائقو) مضاف، و {الْعَذابِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ وقرئ بنصب: {الْعَذابِ} شاذا، على تقدير النون، وحذفت النون استخفافا للّفظ، ومثل هذه الآية قول أبي الأسود الدؤلي: [المتقارب]

فألفيته غير مستعتب... ولا ذاكر الله إلاّ قليلا

بنصب لفظ الجلالة، وتقدير التنوين قبله، وهذا هو الشاهد رقم (٩٦٠) من كتابنا: «فتح القريب المجيب». {الْأَلِيمِ:} صفة: {الْعَذابِ،} والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

{وَما:} الواو: واو الحال، (ما): نافية. {تُجْزَوْنَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول. {إِلاّ:} حرف حصر. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان، والجملة الفعلية بعده صلته، والعائد محذوف، التقدير:

إلا الذي كنتم تعملونه. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه، وجملة:

{تَعْمَلُونَ} في محل نصب خبره، وجملة: {وَما تُجْزَوْنَ..}. إلخ في محل نصب حال من كاف الخطاب، أو من الضمير المستتر في اسم الفاعل، والرابط: الواو، والضمير. {إِلاّ:} أداة استثناء. {عِبادَ:} استثناء منقطعا من الواو، و {عِبادَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه.

{الْمُخْلَصِينَ:} صفة: {عِبادَ،} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء.

{أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (٤١) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (٤٢) فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (٤٣) عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٤) يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥) بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ (٤٦) لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (٤٧)}

الشرح: {أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ} أي: عباد الله المخلصين لهم رزق معلوم، له خصائصه من الدوام، وتمحض اللذة، وهو ما فسره بقوله: {فَواكِهُ} جمع: فاكهة، قال تعالى: {وَأَمْدَدْناهُمْ}

<<  <  ج: ص:  >  >>