للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ما يؤتى به لتوكيد صاحبها كقوله تعالى: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} رقم [٩٩] من سورة (يونس).

٣ - ما يؤتى بها لتوكيد مضمون جملة معقودة من اسمين معرفتين جامدين، نحو «هو الحقّ بيّنا، أو: صريحا» وقول سالم بن دارة اليربوعي، وهذا هو الشاهد رقم [٣٨٥] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [البسيط] أنا ابن دارة معروفا بها نسبي... وهل بدارة يا للنّاس من عار؟!

وهناك الحال اللازمة في قراءة من قرأ قوله تعالى في سورة (ص) رقم [٢٩]: {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ} لأن البركة لا تفارقه.

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (٦٦)}

الشرح: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ:} تصرف من جهة إلى جهة كاللحم يشوى بالنار، أو:

من حال إلى حال، وهذا التقليب تغيير ألوانها بلفح النار، فتسود مرة، وتخضر أخرى، وخصت الوجوه بالذكر؛ لأن الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده، ويجوز أن يكون الوجه عبارة عن جسم الكافر كله. هذا؛ وقراءة الجمهور {تُقَلَّبُ} بالبناء للمجهول، وقرئ: «(نقلّب)» بنون، وكسر اللام، ونصب «(وجوههم)» وقرئ: «(تقلّب)» بالبناء للمعلوم على اعتبار الفاعل عائدا إلى السعير، وقرأ بعضهم: {(تُقَلَّبُ)} على معنى: تتقلب، أي بحذف إحدى التاءين، أما {النّارِ} فأصلها النّور، تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، وهي من المؤنث المجازي، وقد تذكر، وتصغيرها نويرة، والجمع: أنور، ونيران، ويكنى بها عن جهنم؛ التي سيعذب الله بها الكافرين، والفاسقين من أبناء المسلمين، والفعل: نار ينور، يستعمل لازما، ومتعديا؛ إذا بدئ بهمزة التعدية، كما في قولك: أنارت الشمس الكون.

{يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا:} يقولون هذا حين تقلب وجوههم في النار، فهم يتمنون: أنهم لم يكفروا، فينجون كما نجا المؤمنون، ولكن لا ينفعهم هذا التمني فتيلا.

الإعراب: {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل: {يَقُولُونَ،} أو هو متعلق بالفعل: {يَجِدُونَ،} أو ب‍: {نَصِيراً،} أو هو متعلق بمحذوف تقديره: اذكر. {تُقَلَّبُ:} فعل مضارع مبني للمجهول.

{وُجُوهُهُمْ:} نائب فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، وعلى قراءة الفعل: «(تقلّب)» بالبناء للمعلوم ف‍: {وُجُوهُهُمْ} فاعله، وعلى قراءته بالنون؛ فالفاعل تقديره: «نحن»، وعلى قراءته «(تقلّب)» فالفاعل يعود إلى السعير، وعلى هذين الوجهين فوجوههم مفعول به، وعلى جميع الاعتبارات فالجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {يَوْمَ} إليها. {فِي النّارِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {وُجُوهُهُمْ}. {يَقُولُونَ:} فعل مضارع

<<  <  ج: ص:  >  >>