الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَطْمِثْهُنَّ:} فعل مضارع مجزوم ب: {لَمْ} والهاء مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {إِنْسٌ} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من المحذوف الموصوف ب:{قاصِراتُ،} أو في محل رفع صفة ثانية للموصوف المحذوف؛ إذ أصل الكلام: فيهن نساء قاصرات... إلخ.
{قَبْلَهُمْ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَلا:}(الواو):
حرف عطف. (لا): نافية، ويقال: صلة لتأكيد النفي. {جَانٌّ:} معطوف على ما قبله. {فَبِأَيِّ آلاءِ..}. إلخ: انظر إعرابها في الاية رقم [١٣].
الشرح:{كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ:} أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان، وهو صغار اللؤلؤ وأشده بياضا. وقيل: شبه لونهن ببياض اللؤلؤ مع حمرة الياقوت؛ لأن أحسن الألوان البياض المشوب بحمرة، والأصح: أنه شبههن بالياقوت لصفائه؛ لأنه حجر لو أدخلت فيه سلكا، ثم استصفيته؛ لرأيت السلك من ظاهره لصفائه. وقال عمرو بن ميمون: إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة، فيرى مخ ساقها من وراء الحلل، كما يرى الشراب الأحمر من الزجاجة البيضاء. يدل على صحة ذلك ما روي عن ابن مسعود-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«إنّ المرأة من نساء أهل الجنّة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلّة حتّى يرى مخّها، وذلك؛ لأن الله تعالى يقول:{كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ} فأما الياقوت؛ فإنّه حجر لو أدخلت فيه سلكا، ثمّ استصفيته لأريته من ورائه». أخرجه الترمذي. وقد روي عن ابن مسعود بمعناه، ولم يرفعه، وهو أصح. انتهى. خازن. والياقوت جوهر نفيس أحمر اللون، يقال: إن النار لا تؤثر فيه، قال بعضهم:[الخفيف] ألقني في لظى فإن غيّرتني... فتيقّن أن لست بالياقوت
ومن خواصه: أنه يقطع جميع الحجارة إلا الماس، فإنه يقطعه لصلابته، وقلة مائه، وشدة الشعاع، والثقل والصبر على النار. ففي الاية الكريمة تشبيه مرسل لوجود الأداة، أما وجه الشبه؛ فهو الصفاء، والبريق، واللمعان.
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر». زاد في رواية: «ثمّ الذين يلونهم على أشدّ كوكب درّي في السماء إضاءة، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوّة، ورشحهم المسك، ولكلّ واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من