للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كوة، لا تطلع، ولا تغرب في تلك الكوة إلا في ذلك اليوم من العام المقبل. قال أمية بن أبي الصلت، الذي قال فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «آمن شعره وكفر قلبه». [الطويل] زحل وثور تحت رجل يمينه... والنّسر للأخرى وليث مرصد

والشمس تطلع كلّ آخر ليلة... حمراء يصبح لونها يتورّد

ليست بطالعة لهم في رسلها... إلاّ معذّبة وإلاّ تجلد

قال عكرمة-رحمه الله تعالى-قلت لابن عباس-رضي الله عنهما-: يا مولاي! أتجلد الشمس؟ فقال: إنما اضطره الروي إلى الجلد، لكنها تخاف العقاب.

هذا؛ وكان من حق المشرق، والمغرب فتح العين، وهي الراء؛ لأن المصدر الميمي، واسمي الزمان، والمكان؛ إذا أخذ أحدهما من فعل ثلاثي مفتوح العين، أو مضمومها في المضارع أن يكون بفتح العين قياسا، ولكن التلاوة جاءت بكسرها. وأيضا جاء كثير بكسر العين، وهو مذكور في كتب النحو، واللغة، من ذلك: المسجد، والمنبت، والمسقط، والمرفق، والمنخر، والمجزر، والتحقيق: أنها أسماء نوعية غير جارية على فعلها، وإلا فلا مانع من الفتح. ولا تنس: أنه يقرأ: {مَطْلِعَ} بفتح اللام وكسرها.

الإعراب: {رَبُّ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو رب، و {رَبُّ} مضاف، و {الْمَشْرِقَيْنِ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، والإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ:} معطوف على ما قبله. هذا؛ ويقرأ: {رَبُّ} بالجر على أنه بدل من {رَبِّكُما}.

{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٨) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (٢٠)}

الشرح: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ} أي: أرسل البحرين: العذب، والملح متجاورين متلاقيين، لا فصل بين الماءين؛ لأن من شأنهما الاختلاط، وهو قوله: {يَلْتَقِيانِ} لكن الله تعالى منعهما عما في طبعهما بالبرزخ، وهو قوله تعالى: {بَيْنَهُما بَرْزَخٌ} أي: حاجز من قدرة الله تعالى. {لا يَبْغِيانِ} أي: لا يبغي أحدهما على صاحبه. وقيل: لا يختلطان، ولا يتغيران. وقيل: لا يطغيان على الناس بالغرق. وقيل: (مرج البحرين) يعني بحر الروم وبحر الهند، وأنتم الحاجز بينهما أي بلاد العرب. وقيل: بحر فارس، وبحر الروم بينهما برزخ، يعني: الجزائر. وقيل: بحر السماء، وبحر الأرض يلتقيان في كل عام. قاله ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير-رضي الله عنهم أجمعين-وخذ قوله تعالى في سورة (الفرقان) رقم [٥٣] {*وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً}.

<<  <  ج: ص:  >  >>