من التكذيب، أو أجازيكم، إنما أنا منذر، والله الحفيظ، وإذا عرفت: أن السورة مكية؛ فيكون هذا الحكم منسوخا بآية القتال المدنية.
الإعراب:(كذب): ماض. {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {قَوْمُكَ:} فاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، والجملة الاسمية:{وَهُوَ الْحَقُّ} في محل نصب حال من الضمير المجرور محلاّ بالباء، والرابط: الواو والضمير. {لَسْتُ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان ب: (وكيل) بعدهما، وجوز اعتبارهما متعلقين بمحذوف حال منه: كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. {بِوَكِيلٍ:} الباء:
حرف جر صلة. (وكيل): خبر ليس منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وجملة:{لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} في محل نصب مقول القول، وجملة:{قُلْ لَسْتُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ:} لكل خبر أخبر به القرآن من العذاب، والإيعاد بالانتقام من المشركين، والمعاندين وقت يقع فيه المذكور، لا يقدم، ولا يؤخر، سواء أكان ذلك في الدنيا، أو في الآخرة. وكذلك ما أخبر به القرآن من النصر، وعلو الشأن للمؤمنين فله وقت وقوع محدد لا يقدم ولا يؤخر، وانظر:{يُنَبِّئُهُمُ} في الآية رقم [٥/ ١٤]. {وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} أي: ترون تحقيق ما ذكر من الوعد والوعيد، وفيه تهديد لا يخفى للكفارة والمعاندين. والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.
الإعراب:{لِكُلِّ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و (كل) مضاف، و {نَبَإٍ:} مضاف إليه.
{مُسْتَقَرٌّ} مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية مستأنفة، وعلى مذهب الأخفش فهو فاعل بالجار والمجرور. (سوف): حرف استقبال). {تَعْلَمُونَ:} فعل وفاعل، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.
الشرح:{يَخُوضُونَ فِي آياتِنا} أي: يكذبون، ويستهزءون بها، ويطعنون فيها. وانظر:{آيَةٍ} في الآية رقم [٤]. {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}. فلا تجالسهم، وقم عنهم. {حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} أي: حتى يأخذوا في حديث غير حديث الاستهزاء بآيات الله. هذا؛ والخوض: الدخول في الشيء كالماء ونحوه، وهنا استعير للحديث بالباطل، والبهتان، والافتراء. وينبغي أن تعلم: أن هذه الآية مكية،