للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفعال الخمسة، والواو فاعله، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر (كان) والتقدير: وما كانوا مريدين للإيمان. {بِما:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء كذبوا به، والجملة الفعلية: {فَما كانُوا..}. إلخ معطوفة على جواب القسم، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الوجهين {كَذلِكَ:} الكاف: حرف تشبيه، وجر، و (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: يطبع الله على قلوب الكافرين من أهل مكة طبعا كائنا مثل طبعه على قلوب الأمم السابقة. وهذا الكلام كله مستأنف لا محل له.

وأرجو أن يكون الإعراب مفهوما؛ لأنه لا خفاء فيه.

{وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢)}

الشرح: {وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ:} وما وجدنا لأكثر الناس، أو لأكثر الأمم المتقدمة من وفاء بالعهد، فإنهم نقضوا ما عهد الله إليهم في الإيمان، والتقوى بإنزال الكتب، وإرسال الرسل، وبإجراء المعجزات، وإقامة الحجج الدامغات. أو نقضوا ما عهدوا إليه حين كانوا في ضر، ومخافة، مثل ما ذكر من قولهم: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ}.

هذا؛ وقد قيل: إن عهد الله إلى خلقه ثلاثة عهود: الأول: العهد الذي أخذه على جميع ذرية آدم عليه السّلام بأن يقروا بربوبيته، وهو ما ذكره في الآية رقم [١٧٢] من هذه السورة.

والعهد الثاني خص به النبيين أن يبلغوا الرسالة، ويقيموا الدين، وذلك في الآية رقم [٧] من سورة (الأحزاب) والعهد الثالث: خص به العلماء من كل أمة، وذلك في الآية رقم [١٨٧] من سورة (آل عمران). {وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ:} وما وجدنا أكثرهم إلا فاسقين خارجين عن طاعتنا، وأمرنا. وهذا تأويل كوفي كما ستقف عليه في الإعراب. وانظر (نا) في الآية رقم [٧].

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {وَجَدْنا:} فعل، وفاعل. وانظر إعراب: {وَجَعَلْنا} في الآية رقم [١٠]. {لِأَكْثَرِهِمْ:} فيه ثلاثة أوجه: الأول: تعليقهما بالفعل قبلهما، وهو الظاهر، كقولك: ما وجدت له مالا، أي ما صادفت له مالا، ولا لقيته. الثاني:

تعليقهما بمحذوف حال من {عَهْدٍ؛} لأنه في الأصل صفة نكرة، فلما قدم عليها نصب على الحال. وعلى هذين الوجهين ف‍ (وجد) متعد لواحد، وهو {عَهْدٍ}. الثالث: تعلقهما في محل نصب مفعولا ثانيا ل‍: (وجد) إذ هي بمعنى: علم، والمفعول الأول هو {مِنْ عَهْدٍ} وقد يترجح هذا بأن (وجد) الثانية علمية، فينبغي أن تكون الأولى كذلك مطابقة للكلام، ومناسبة له. ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>