للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو بدل من: {أَبَداً} بدل بعض من كل، والكلام كلّه في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها من الإعراب. {فَاذْهَبْ:} الفاء: صلة، أو هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدّر. (اذهب): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {أَنْتَ:} ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستتر. {وَرَبُّكَ:} معطوف على الضمير، وجاز ذلك للتأكيد بالضمير المنفصل، قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-: [الرجز]

وإن على ضمير رفع متّصل... عطفت فافصل بالضّمير المنفصل

وقد نقل الجمل عن السّمين ثلاثة وجوه أخرى في إعرابه، لا داعي لها، وهو تكلّف.

ومثل هذه قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٣٥]: {اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}. والجملة الفعلية:

(اذهب) في محل نصب مقول القول، وعلى اعتبار الفاء الفصيحة فلا محلّ لها؛ لأنّها جواب لشرط محذوف، التقدير: وإذا كان ما ذكر واقعا منّا؛ فاذهب، والكلام كله في محل نصب مقول القول، والأول أولى؛ لأنّه لا يحوج إلى تقدير محذوف. {فَقاتِلا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والألف فاعله، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على الاعتبارين فيها. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {هاهُنا:} الهاء: حرف تنبيه لا محلّ له. (هنا): اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلّق بما بعده. {قاعِدُونَ:} خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وهي مفيدة للتّعليل.

{قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٢٥)}

الشرح: {قالَ رَبِّ..}. إلخ: لمّا نكل بنو إسرائيل عن القتال مع موسى غضب عليهم، وقال داعيا متوسلا ضارعا: {رَبِّ إِنِّي..}. إلخ. {فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ} أي: افصل، وقيل: احكم، ومن الأوّل قول الشّاعر: [الرجز]

يا ربّ فافرق بينه وبيني... أشدّ ما فرقت بين اثنين

{الْفاسِقِينَ:} جمع فاسق، وهو الخارج عن حدّ الإيمان. وأصل الفسوق: الخروج عن حدّ القصد. والفاسق في الشرع: الخارج عن أمر الله تعالى بارتكاب المعاصي، وله ثلاث درجات: الأول: التغابي، وهو أن يرتكب الكبيرة أحيانا مستقبحا إيّاها، والثانية: الانهماك، وهو أن يعتاد ارتكابها غير مبال بها، والثالثة: الجحود وهو أن يرتكبها مستصوبا إيّاها. فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>