للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدر، ومتعلقة بفعله المقدر. انتهى. جمل. وقال البيضاوي، والنسفي: والباء تتعلق بفعل القسم المحذوف، تقديره: فبسبب إغوائك أقسم، أو تكون للقسم؛ أي: فأقسم بإغوائك. وقال أبو البقاء: الباء تتعلق بالفعل: {لَأُزَيِّنَنَّ،} ولا وجه له؛ لأن اللام تمنعه. هذا؛ وأجيز اعتبار (ما) استفهامية مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {أَغْوَيْتَنِي} والوقف يكون عليه، وما بعده كلام مستأنف، وعليه فالجملة فعلية، وهي في محل نصب مقول القول. انتهى. منقولا من إعراب الآية رقم [١٦] من سورة (الأعراف).

وأضيف هنا: أنّ الجمل قال: والفقهاء قالوا: الإقسام بصفات الذات صحيح، واختلفوا في القسم بصفات الأفعال، ومنهم من فرق بينهما، ولأن جعل الإغواء مقسما به غير متعارف. انتهى. نقلا عن كرخي. هذا؛ والمراد بصفات الذات مثل حلف إبليس في سورة (ص): {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ،} والمراد بصفات الأفعال حلفه هنا وفي سورة (الأعراف)، وهو ما رأيته. {لَأُزَيِّنَنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم، (أزينن): مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والفاعل مستتر تقديره: أنا، والنون حرف لا محل له، والمفعول محذوف، انظر الشرح. {لَهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ} جواب القسم المحذوف المدلول عليه بالباء، وهي جواب قسم محذوف على اعتبار (ما) استفهامية، وعلى الاعتبارين فالكلام كله في محل نصب مقول القول.

{فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما وقيل: متعلقان بمحذوف حال من الضمير المجرور محلا باللام. {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ:} إعرابه مثل إعراب سابقه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على جميع الوجوه المعتبرة فيها. {أَجْمَعِينَ:} توكيد للضمير المنصوب، فهو منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} أداة استثناء. {عِبادَكَ:} مستثنى ب‍: {إِلاّ} من الضمير المنصوب المؤكد بما رأيت، والكاف في محل جر بالإضافة. {مِنْهُمُ:} متعلقان بما بعدهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {عِبادَكَ}. {الْمُخْلَصِينَ:} صفة {عِبادَكَ،} أو بدل منه منصوب... إلخ.

{قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (٤٢)}

الشرح: قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-: معناه: هذا صراط مستقيم يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة. وقال مجاهد والكسائي: هذا على الوعيد والتهديد، كقولك لمن تهدده: طريقك عليّ، ومصيرك إليّ. وقيل: معناه حق عليّ أن أراعيه. هذا؛ ويقرأ: «(عليٌّ)» بتنوينه، ومعناه: رفيع مستقيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>