للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَخانا}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و (نا): في محل جر بالإضافة. {نَكْتَلْ}: مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وهو عند الجمهور مجزوم بشرط محذوف، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، أو هو حسب ما رأيت، والجملة الفعلية لا محل لها، وجملة: (أرسل...) إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: (وإذا كان ما ذكر حاصلا فأرسل...) إلخ، والكلام كله في محل نصب مقول القول {وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ} إعرابها مثل إعراب: {وَإِنّا لَفاعِلُونَ} بلا فارق.

{قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ (٦٤)}

الشرح: {قالَ} أي: يعقوب عليه السّلام. {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ..}. إلخ: أي: كيف آمنكم على بنيامين، وقد فعلتم بأخيه يوسف ما فعلتم، وقد تعهدتم بحفظه ورعايته، أي: فلم يطمئن لحفظهم، ورعايتهم ل‍ (بنيامين). {فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً} أي: فإذا كان لا بد من إرساله معكم، فإني أكل حفظه إلى الله تعالى، ففيه التفويض إلى الله تعالى، والاعتماد عليه في جميع الأمور. {وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ}: وهذا يدل على أنه وافق على إرساله معهم، وإنما أرسله معهم؛ لأنه لم ير بينهم وبين بنيامين من الحقد والحسد ما كان بينهم وبين «يوسف»، أو أنه شاهد منهم الخير والصلاح لما كبروا، أو أن شدة القحط وضيق الحال أحوجه إلى ذلك.

قال كعب الأحبار: لما قال يعقوب {فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً} قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لأردن عليك ابنيك كليهما بعد ما توكلت علي! هذا؛ وقرئ: «فالله خير حفظا»، وقرئ: «خير حافظ»، وقرئ: «(خير الحافظين)».

الإعراب: {قالَ}: ماض، وفاعله مستتر تقديره: «هو»؛ يعود إلى أبيهم يعقوب. {هَلْ}:

حرف استفهام معناه النفي. {آمَنُكُمْ}: مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والكاف مفعوله. {عَلَيْهِ}: متعلقان بما قبلهما. {إِلاّ}: حرف حصر {كَما} الكاف: حرف تشبيه وجر. (ما): مصدرية. {أَمِنْتُكُمْ}: فعل وفاعل ومفعول به، {عَلى أَخِيهِ}: متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنْ قَبْلُ}: متعلقان بما قبلهما أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {أَخِيهِ،} وبني {قَبْلُ} على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا، لا معنى، و (ما) المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، واقع مفعولا مطلقا، التقدير: لا آمنكم عليه إلا ائتمانا كائنا مثل ائتماني لكم على أخيه، وهذا ليس مذهب سيبويه، وإنما مذهبه في مثل هذا التركيب أن يكون منصوبا على الحال من المصدر

<<  <  ج: ص:  >  >>